رواية "ثؤلول" قصة أم عازبة في حرب غاصبة

تصور رواية "ثؤلول" للكاتبة ميس خالد العثمان وهي عضو برابطة الأدباء في الكويت، فظاعة الحرب بعد الاجتياح العراقي وأثارها على المرأة، تم إصدار الرواية عام 2016 عن دار العين للنشر في القاهرة

بينت الراوية آثار الحرب على البلاد من تدمير المنشآت ونهب الثروات وتفكك المجتمع فهناك من هرب وهناك من بقي ليتعرض للذل والقهر، فيما كان أثر الحرب على سلوى بطلة الرواية مضاعفاً لا يمكن نسيانه أو محوه. 
وقسمت الكاتبة روايتها حسب تواريخ معينة بدأت من عام 1988 امتدت إلى عشرين عام، منذ كانت سلوى طالبة تتبع تعليمات معلمتها بدقة متناهية، إلى أن بدأت الحرب في الكويت حين اجتاحتها القوات العراقية، فتسافر صديقتها المقربة سحر هرباً من الحرب في حين تبقى سلوى مع عائلتها.
لتجد سلوى نفسها تحمل في احشائها جنيناً من جندياً عراقي اغتصبها أمام مرأى عائلتها، فتصبح تلك الطفلة التي كانت للتو تلعب مع دماها تلبس ثياب السيدات وتنتظر ولادة الجنين الذي فشلت في اجهاضه رغم عدة محاولات، لتنجب طفلاً أسمته (جابر) والذي قالت عائلتها أنه أخوها وتكتمت على الحقيقة خوفاً من العار الذي لا ذنب لها به.
ورغم أن عائلة سلوى تعتبرها هي وابنها كالثؤلول الذي لا يستطيعون تقبله أو التخلص منه، إلا أنها ترى في طفلها حارساً وسنداً سيحميها من ظلم أسرتها "اثق بك يا صغيري وبأنك من سيجبر كسوري كلها، وعندما ارفع قبعتك الصغيرة جداً عن رأسك وأشمها أنسى كل ما حدث وما سيحدث، فأنت الرحمة التي سطعت في روحي".
ولم تكن العبرة في حكاية سلوى فقط بل صديقتها سحر التي سافرت لينتهي بها الأمر بزواجها من رجل لا يرى فيها إلا أداة متعة ويحرمها من كل طموحاتها وأحلامها.
كما بينت الكاتبة في روايتها على امتداد السرد الرابط بين اجتياح الكويت واغتصاب سلوى، فكلتاهما تعرضتا لاعتداء وحشي وسافر لم يستطع أحد ردعه وكلتاهما استطاعتا تجاوز هذه المحنة رغم ما تركته من ندوب وجروح غائرة.