رواية "تاء الخجل" عن سلاح الاغتصاب خلال الحروب
"تاء الخجل" رواية للكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق، صدرت عام 2003م، تحوي ثمانية فصول، تعتبر وثيقة تاريخية حول اعداد الضحايا النساء ومأساتهن خلال الحرب الأهلية التي عصفت بالجزائر
.
تَعرض الرواية حالات اغتصاب النساء خلال فترة الحرب الأهلية في الجزائر، والتي استمرت عشر سنوات فيما يعرف بالعشرية السوداء، وتعتبر كذلك رواية الساعة إذ انها صدرت بعد انتهاء الحرب بفترة قصيرة.
تُصور الرواية واقع المرأة الجزائرية ومعاناتها في مجتمع لا يحترم المرأة، قدمت الرواية كإهداء للنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب، تقول في مقدمة روايتها أن "تاء الخجل رواية من أجل 5000 مغتصبة في الجزائر".
تلامس الرواية قضية الاغتصاب التي تعاني منها النساء خلال فترات الحروب، وتخص المرأة الجزائرية والعربية بها.
تميزت الرواية بالجرأة حيث أنها فضحت الواقع السياسي والاجتماعي في الجزائر، وكيفية استخدام الاغتصاب كسلاح للحرب، تقول في الصفحة 15 "الوطن يشيع أبناءه كل يوم، الحب مؤلم جداً حين تعبره الجنائز، وتلوثه الاغتصابات، ويملأه دخان الإناث المحترقات".
استشهدت الرواية بإحصائيات حول اعداد حالات الاغتصاب والضحايا من النساء تقول "سنة العار 1994... سنة 1994 التي شهدت اغتيال 151 امرأة، واختطاف 12 امرأة من الوسط الريفي المعدم. تضاربت الأرقام بطريقة مثيرة للانتباه في حضور قانون الصمت.1013 امرأة ضحية الاغتصاب الإرهابي بين سنتي 1994 و1997...".
تمحورت الرواية حول شخصية الكاتبة فضيلة الفاروق حيث استعملت ضمير المتكلم، وصاغت تجربتها مع المجتمع، وتمردها عليه "منذ العائلة... منذ المدرسة... منذ الإرهاب، كل شيء عني كان تاء للخجل كل شيء عنهن تاء للخجل... منذ العبوس الذي يستقبلنا عند الولادة، منذ أقدم من هذا".