رواية "سنة الراديو"
للكاتبة اللبنانية رينيه الحايك صدرت الرواية في عام 2015، ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2017 المعروفة باسم "جائزة بوكر العربية"
، ولدت الكاتبة في لبنان عام 1959، ودرست الفلسفة قبل عملها في الصحافة والترجمة الأدبية والتدريس، وأصدرت عشر روايات ومجموعتين قصصيتين.
تغوص الكاتبة بروايتها في بنى العلاقات الأسرية والاجتماعية في المجتمع اللبناني، وتظهر هشاشة التواصل بين شرائح من الناس، وما يتعرض له المرء من ضغوطات نفسية في ظل الواقع المرير والروتين اليومي المنهك.
وتدور أحداث الرواية حول مرشدة نفسية في إحدى المدارس تدعى "يارا غزال" تساعد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحاول اكتشاف مواطن العلل لديهم ودفعهم للاندماج في محيطهم، وتسعى لإزاحة الأعباء عن كواهلهم الطفولية التي لا تحتمل، وتساعدهم على تخطي عقبات هي نفسها لا تستطيع تجاوزها.
وتخرج يارا من حادثة تخلف ندوباً على جسدها وروحها، ولكنها تبقى في دوامة ذكرياتها البائسة ويومياتها الموحشة، وأحلامها وكوابيسها وتوتراتها التي لا تهدأ، وتعتبر أن هزائمها الصغيرة تلاحقها في العمل والحب والصداقة والأخوة، تلك الهزائم التي تكون قاهرة ومدمرة لها تمنعها من متابعة حياتها، وتبقيها بمعزل عن الاندماج في محيطها الأسري والاجتماعي.
وتعمل يارا في المدرسة بعقد مؤقت ينتهي بانتهاء العام الدراسي، ومن ثم تحصل على عقد عمل لمدة سنة في إذاعة محلية، ويصبح لديها برنامج مباشر على الهواء تتواصل فيه مع الناس كخبيرة نفسية لتطرح قضايا متعلقة بالأطفال ومشاكلهم في الحياة والمجتمع وتعطيهم بعض النصائح.
تركز الكاتبة رينيه الحايك في رواية "سنة الراديو" على عوالم المرأة الداخلية، وكيف يمكنها التغلب على ضعفها والضغوط النفسية من دون أي مساعدة أو سند لها، والذين يفترض بهم أن يساعدوها يكونون عبئاً مضافاً عليها.