رواية "عشرة نساء"

قصص عشرة نساء حثتهن طبيبتهن النفسية على البوح بما في صدورهن، في محاولة للتخفيف عنهن وإيصال رسالة للمجتمع بأن المرأة قوية مهما كانت الجبهات صعبة.

مارثيلا سيرانو كاتبة تشيلية ولدت في مدينة سانتياغو عام 1951، درست الفنون الجميلة في الجامعة الكاثوليكية عام 1976، وحصلت على درجة الليسانس عام 1983.

عملت في مختلف مجالات الفنون نظمت أولى معارضها في الثمانينيات، وصلت للفوز بجائزة متحف الفنون الجميلة، لكن بعد مدة قصيرة تركت أنشطتها الفنية وقررت تركيز طاقتها في إبداعها الأدبي.

بدأت الكتابة في سن متأخرة حيث نشرت أولى رواياتها وهي في عمر الثامنة والثلاثون، فميا نالت عن أعمالها العديد من الجوائز منها الجائزة الأدبية في سانتياغو، وجائزة الوصيف في أحدى المسابقات عام 2001.

تناولت الكاتبة ماثيلا سيرانو في روايتها "عشرة نساء" التي نشرت عام 2015 قصة الطبيبة النفسية ناتاشا والمريضات لديها، حيث دعت الطبيبة النفسية تسع مريضات للاجتماع في منطقة قريبة من سانتياغو بهدف أن تقص كلاً منهنَ على الملأ سيرة حياتها، أملاً في أن تنتهي الجلسة بنوع من الترويح عن النفس، كما قدمت الكاتبة تجربتها كواحدة من المريضات.  

في محاولة لخلق جو من الاعتراف والبوح عن كل ما هو مسكوت عنه، جمعت الطبيبة تسعة مريضات لديها وطلبت منهن بقص تجربتهن مع الخذلان والمعاناة وكيف اجتزن أو ما يزلن يجتزن المحن التي ممرن بها، ليبدأ انطوائهن بالتلاشي ويتحدثن عن جراحهن والرعب الذي عشنه نتيجة وقوعهن ضحايا للمجمع الذكوري.

أكثر ما يميز الرواية هو التباين في الأعمار والشخصيات والمشاكل، إلى جانب الفروق الكبيرة في مستويات المعيشة والتعليم، واختلاف الأمزجة والطباع والرؤية.

كشفت الكاتبة في روايتها قسوة المجتمع على السناء، وفضحت الظلم الهائل الذي تتعرضن له من استغلال جنسي وتحرش وتهميش واعتداء جسدي وقمع، مما ينتج عنه كآبة وتوتر واضطراب نفسي وربما يصل لمرحلة الإدمان أو الانحراف.

ففي قصص عشرة نساء يمكن استشعار معاناة امرأة تعمل مصففة شعر لتأمن قوتها اليومي في مجتمع لا يرحم المرأة المستقلة، أو العيش مع مراهقة تائها لم تجد ذاتها بعد، أو موظفة تعيش شلل في أيامها الروتينية، وتشيلية فلسطينية تغتصب من قبل ثلاث جنود إسرائيليين، أما قصة اليهودية التي نجت بأعجوبة من محارق النازية، كلها قصص مسجونة في غرف الذاكرة المؤلمة، قررت صاحباتها إخلاء سبيلها والبوح بها لعل ذلك يخفف عنهن العبء.