رواية "نساء هاربات"

عكست الرواية معاناة النساء واضطرارهن للجوء إلى بلدان أخرى للحصول على الاستقرار والأمان.

نجلاء العمري أديبة وكاتبة يمنية حاصلة على درجة الدكتورة في الدراسات الإعلامية من جامعة باريس، ودرجة الماجستير في دراسات الاتصال الجماهيري من جامعة القاهرة في مصر.

كما أنها مستشارة وخبيرة إعلامية وأستاذة في الجامعة البريطانية في مصر، حيث بدأت حياتها المهنية كمذيعة ومراسلة صحافية، ثم عينت رئيسة تحرير إذاعة (BBC) العربية في لندن ثم مديرة مكتب (BBC) في القاهرة ومحررة للبرامج الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومديرة تدريب، ولها العديد من المقالات والبحوث حول الإعلام العربي.

صدر لها عدة مجموعات قصصية كانت أولها بعنوان "أوجاع بنكهة الليمون" عام 2001، والثانية بعنوان "قلبك يا صديقي ، عام 2007، ورواية  "ذاكرة لا تشيخ" التي نالت المرتبة الأولى بجائزة العفيف عام 2002 وراية بعنوان "مراكب الضوء" عام 2017.

في عوالم تمور بالصراعات الداخلية والخارجية يكون أول المتضررين هن النساء، يحملن أوجاعهن وخيباتهن ويتحملن الأعباء للبحث عن ملاذ آمن لأرواحهن التي افتقدت السكينة.

عندما تشتعل الحرب داخل الوطن يضطر أهله إلى الفران منه، ليتعلقوا في أول مكان يمكنهم اللجوء إليه، ويشعرون بالغربة حتى لو كانوا في أفضل بلد في العالم، ولو أضفنا إلى الشعور بالاغتراب قسوة الظروف والبعد عن الأهل والوطن سيكون الناتج نفسيات مدمَّرة وأشخاصًا بلا مستقر.

عالجت الكاتبة في روايتها "نساء هاربات" الصادرة حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، أزمة الحرب المستعرة في اليمن، والتي كانت سببًا في فرار الكثيرين من أهل اليمن خارج حدود البلاد، واختارت لروايتها عددًا من الشخصيات النسائية التي تحمل كلٌّ منهن على كاهلها أزمتها الخاصة، والتي تعد صورة للحالة العامة في اليمن، فما عائدة سوى امرأة يمنية تحلم بالعودة إلى صنعاء، وتكابد من أجل الاستمرار في الحياة خارجها، وإن كان يتضح من خلال سردها لمعاناتها في أميركا كم يتوهم الناس أن أميركا بلد الأحلام، ولكنها في الواقع ليست كذلك، حتى إن فكرة الهروب بعيدًا عنها تخايل أحلام البطلات الثلاث في الوقت نفسه، فيقررن اللجوء إلى كندا، ولكن هناك تخوفًا مستمرًّا من أن تظل عائدة وسارة وميساء وحياة وغيرهن الكثيرات عالقات دون إقامة شرعية، أيًّا كان اسم البلد الذي سيستقرون فيه.

جاءت الرواية في أربعة أجزاء يحمل كل جزء عنوانًا منفصلًا، لكن الأحداث تأتي متضافرة ومتكاملة، إذ جاء الفصل الأول بعنوان "عائدة"، وهي إحدى بطلات الرواية التي نزحت من صنعاء إلى تعز بعد انقلاب الحوثيين ثم غادرت الى أمريكا لتبدأ رحلة معاناة جديدة تختلف تفاصيلها عن معاناة النساء في الداخل، ثم جاء الجزء الثاني بعنوان "سارة" والتي تتحدث عن تجربتها بداخل اليمن ثم خارجه، فتشير إلى تجربة زواجها الفاشلة بسبب أنانية الزوج وعدم إيمانه الكامل بموهبتها، وجاء الجزء الثالث تحت عنوان "الصديقتان"، ليأتي الجزء الرابع حاملاً عنوان "الهروب" نبع هذا العنوان من الرغبة الجماعية التي سادت عقول البطلات للفرار من أميركا إلى كندا.