رواية "مشروع أوما"
مشروع مستقبلي مقترح قابل للتطبيق في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، طرحته الكاتبة لطفية الدليمي في روايتها "مشروع أوما".
لطفية الدليمي كاتبة ومترجمة وصحفية عراقية وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، ولدت عام 1939، كبرت وترعرعت ودرست في بغداد، وتعتبر من أكبر المدافعات عن حقوق المرأة في العراق.
"مشروع أوما" رواية اجتماعية تدور أحداثها في إحدى المناطق العراقية، صورت الكاتبة الصراعات والصعوبات والمعوقات التي تدور فيها وكيفية بناء أسس جديدة بالإرادة بعيدة عن التدخلات الخارجية والطائفية بالاعتماد على العقل والعلم والتخطيط والتكاتف المجتمعي.
صدرت رواية "مشروع أوما" عام 2021 عن دار المدى في بغداد، وكان اسم "أوما" يعود لمدينة سومرية تقع جنوب العراق وهي أول عاصمة مدنية في تاريخ العراق القديم ومن أهم المدن التاريخية في حضارة وادي الرافدين، حيث بادر ملكها في ذلك الوقت بإعادة توحيد الدويلات الصغيرة لمواجهة التحديات والغزوات ولبناء مجتمع وحياة تحت إدارة ذاتية.
وتبدو الرواية كأنها دراما عائلة لأن أغلب أحداثها وصراعاتها كانت تدور داخل أسرة واحدة وهي أسرة الصافي عائلة زهيرة الشخصية الرئيسية في الرواية، التي تعيش في قرية الصافية ضمن بيئة عراقية واضحة المعالم بتكوينها الريفي والزراعي خلال فترة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.
فكانت زهيرة تحلم بإنشاء مشروع زراعي وبيئي مستقل عن الدولة والميليشيات والعصابات والفساد الذي أنتشر في تلك الفترة، فقررت بناء مشروع يتجسد من خلاله حلمها وأطلقت عليه أسم "مشروع أوما" لإنقاذ بلدتها من مخاطر الجفاف والخراب وهجمات العصابات الإرهابية.
فقامت زهيرة بتشكيل مجموعات تشاركية مؤلفة من شباب وشابات القرية لبناء المشروع، فبدأوا بتسيير شؤونهم ذاتياً بعيداً عن فساد الدولة المركزية.
ورغم أن فكرة المشروع كانت خيالية في البداية لكن بإرادة زهيرة ومجموعتها تحولت إلى واقع، فقد أعيد تنظيم مرافق البلدة زراعياً وبيئياً، وتم توفير الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية، كما وتم توفير الماء من خلال حفر مجموعة من الآبار، وأنشاء مصانع صديقة للبيئة تكفي للاستهلاك المحلي بصورة ذاتية.