رواية "لا تقولوا إننا لا نملك شيئاً"
رواية عن الموسيقى وعن الفن والفنان حين يكون في قبضة القمع، وعن الإنسان حين يكون محروماً من إنسانيته.
للروائية الكندية المنحدرة من أصول صينية مادين ثين، رشحت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية. تدور أحداثها في الصين قبل وأثناء وبعد احتجاجات ميدان تيانانمين عام 1989، تناولت من خلالها الجانب النفسي للذين عاشوا العنف في تلك الصفحة المعروفة من تاريخ الصين حيث تتلخص حكايتها حول ثلاثة من الموسيقيين شباب يواجهون صعوبة في عملهم ومخاطرة كونهم يتبنّون في عزفهم وغنائهم الطريقة الغربية.
تبدأ الرواية التي صدرت الترجمة عنها عام 2019 في فانكوفر بكندا، حيث تعيش جيانج لي-لينج، مع والدتها، فيما اختفى والدها قبل سنوات، وفي عام 1989، عندما كانت في العاشرة، ظهرت مراهقة من أقاربها من الصين، شابة تدعى آي مينج الهاربة من حملة القمع التي طالت محتجي تيانانمين وتدريجياً عبر سبعة عقود من التاريخ رجوعاً وإياباً.
في هذه الرواية الملحمية تسرد الكاتبة تاريخاً مؤلماً للصين منذ السياسات الجنونية للحزب الشيوعي ابان حكم ماو تسي تونغ، والقفزة الكبرى للأمام ثم الثورة الثقافية، وحتى القمع الدامي لمظاهرات ساحة تيانانمين، عبر جيلين من الشخصيات الذين خبروا هذه التحولات السياسية وأثرت بعمق على حيواتهم.
الشخصيات في الرواية تمتلك شغفاً كبيراً بالثورة التي جاءت بالحزب وشغوفة بالموسيقى، نراها تصارع في حيرة بين رغباتها البسيطة وبين ولائها للحزب والثورة، محاولة أن تجد درباً لتفهم الخذلان والظلم الذي تتعرض له.
تُسرد بقفزات سلسة بين الماضي والحاضر، فميا احدى الشخصيات تحاول جمع شتات قصة أهلها وأصدقائهم الذين مروا بتلك المرارات، تختلط قصة الشخصيات بقصة شخصية أخرى أقدم منهم، يتداولونها بينهم ويكتبونها ثم يكتبون الناقص من فصولها وحياتهم ذاتها.
تدخل الكاتبة إلى داخل أسرة كثيرة الأفراد في الصين، لتعرض قصة جيلين متعاقبين أولئك الذين عاشوا في أثناء الثورة الثقافية التي أطلقها ماو تسي تونغ في عام 1966 ودامت عشرة أعوام، وأولادهم الذين أصبحوا طلبة جامعيين محتجين في ساحة تيانانمين بقلب العاصمة بكين.
بطلتا الرواية شابتان ماري جيانغ وأي مينغ، من خلال العلاقة المتبادلة بينهما تسعى ماري جيانغ إلى جمع أجزاء حكاية أسرتها الممزقة في فانكوفر يومنا الحاضر، باحثةً عن أجوبة في الطبقات الهشة لقصتهم الجماعية، يكشف مسعاها هذا النقاب عن قصة عازف بيانو موهوب، ومؤلف موسيقي خجول ولامع، ومعجزة الكمان، كانوا مرغمين على أن يتخلوا عن ذواتهم الفنية والشخصية إبان الحملات السياسية في الصين وكيف أن مصائرهم تتردد عبر الأعوام بعواقب ثابتة.