رواية "غايب"

تسلط الضوء على الصراع الذي يعيشونه سكان الشقق السكنية في بغداد تحت ضغط حصار فكري واقتصادي

للكاتبة العراقية بتول الخضيري التي ولدت في بغداد عام 1965، حاصلة على بكالوريوس في الأدب الفرنسي من الجامعة المستنصرية، كما استطاعت بكتاباتها أن تمد الجسر بين الغرب والشرق خاصة فيما يتعلق بالخلافات الحضارية التي تكون بين الثقافات وفهمنا للبعض بسبب خوفنا من الآخر.

روايتها الأولى عام 1999 ترجمت لعدة لغات "الغنكليزية والإيطالية والفرنسية والهولندية"، وكانت موضوع دراسة وتحليل في الدرس النقدي الأدبية عدد من الجامعات العالمية.

"غايب" رواية أدبية صدرت عام 2005، تسلط الضوء على الصراع الذي يعيشونه سكان الشقق السكنية في بغداد تحت ضغط حصار فكري واقتصادي، كما حاولت مقاربة مأساة العراقيين وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وما تخلل هذا التدهور من مفاصل تاريخية حاسمة ودلالات حضارية فارقة.

كما صورت الأحداث بأنها كوابيس حقيقية من خلال الجثث التي تملأ الطرقات، والمهاجرين الذين فرو من الظلم والقهر، والباقين الذين يتقلبون من خوق إلى رعب.

حيث مثلت فترة تاريخية مهمة ودقيقة في حياة الشعب العراقي، لأنها كانت الرحى التي طحنت الجميع بدون استثناء وفوارق، وصورت ما حل بالمدينة من خراب وتدمير بشع، فكانت حرب لا أخلاقية تستعصي على كل منطق وفهم، وانعكست على كل شيء، مما أدت إلى تغييرات عدة وإعادة النظر في الأولويات وكثيرمن الأمور، ربما تغير المفاهيم، والنظرة إلى الحياة، والعلاقات مع الآخرين، ترسيم كثير من الحدود على الصعيد الشخصي والاجتماعي.

كما بينت أن الحرب كانت قتالاً بين أبناء الوطن الواحد، يرى كل منهم بأن الحق معه، وهذا ما شتت الناس فيما بينهم من أجل البقاء على قيد الحياة، فكانت الأمور متداخلة، ووقع المواطن المسكين بين أنياب وحوش ضارية، يرسمون الموت في كل لحظة من حياتهم، ويبقى الأحياء إلى حين موت في تيه وضياع وخوف في كل لحظة، لا يدرون من أين تأتيهم تلك الهزات العنيفة من الاقتصاد المتهالك واليومي.