رواية "فيلة سوداء بأحذية بيضاء"

وترصد سلوى بكر من خلال روايتها التغييرات التي حدثت في المجتمع المصري وبدايات ظهور الجماعات المتطرفة ومدى تأثيرها على حياة ومعاملات الشعب المصري وأفكاره.

روائية وناقدة مصرية ولدت في القاهرة عام 1949 وهي سلوى بكر، دورت الكثير من أعمالها الأدبية في أجواء تاريخية، بدأ حبها للقراءة في بيت عائلة والدتها الذين كانت لديهم مكتبة كبيرة، إلى جانب المدرسة التي كانت تخصص حصة للقراءة الحرة،

اعتُقلت سلوى بكر أثناء إضراب عمال الحديد والصلب عام 1989، وأتاحت لها تجريه الاعتقال فرصة الاختلاط بالسجينات الجنائيات في سجن القناطر، وكانت هي السجينة السياسية الوحيدة بينهن.

وتعد سلوى بكر إحدى أهم الأصوات الإبداعية في مسيرة السردية العربية الراهنة، حاصلت على جائزة دويتشه فيله للآداب عام 1993، وقد صدر لها العديد من الأعمال الأدبية من بينها روايتها "فيلة سوداء بأحذية بيضاء" صدرت عام 2022 عن دار دون، وتدور في إطار درامي اجتماعي في سبعينيات القرن الماضي حول "عفت زين" الطالبة في كلية التربية الرياضية، والتي تحلم بأن تصبح مدربة جمباز مشهورة.

لكن هذه الأمنيات تمضي بالتوازي مع تحولات الشارع المصري وتغيراته الاجتماعية، وما تواجهه المرأة في خضم التحولات السياسية والفكرية التي تحصل من حولها، ولا تمضي بها للأمام، بل على العكس تقودها للخلف، كل ما حولها يصيبها بفاجعة الخسارة، فالأماكن تغيرت والبشر فقدوا رؤيتهم الجمالية للحياة.

تكبر عفت وينضج عقلها بعد أن كانت مجرد فتاة صغيرة تريد الالتحاق بالجامعة والخروج من ثوب العائلة، وتتضاعف لديها الأحلام والطموحات وتصبح راغبة في بلوغ ما تستحق وليس ما يريده لها الآخرون، لكن المجتمع يملك رأيًا آخر، ونظرة الناس تحاصر تلك الفتاة المنطلقة.