رواية "في انتظار النور"

تتحدث عن الألم الذي تعانيه امرأة احترقت وكانت نسبة نجاتها من الموت ضئيلة جداً

المحامية والكاتبة الفلسطينية سناء أبو شرار، وهي من مواليد عام 1965، حاصلة على ليسانس في الحقوق من جامعة دمشق عام 1986، وعلى الماجستير في العلوم القانونية من جامعة مونبلييه في فرنسا عام 1996، قدمت من خلال كتاباتها صور متنوعة عن معاناة الشعب الفلسطيني.

صدر لها مجموعتان قصصيتان وهما "اللا عودة عام 1993، جداول دماء وخيوط فجر عام 2004"، أما في مجال الرواية صدر لها العديد من الروايات كان منها "رائحة الميرامية، أنين مدينة، رسائل الصمت من أمريكا، حالة روح لامرأة ما بعد الخمسين، لست وحيداً...".

"في انتظار النور" رواية أدبية صدرت عام 2011، تتحدث عن مرارة الألم الجسدي الحاد الذي عانته امرأة احترق جسدها وكانت نسبة شفائها ضئيلة جداً، بل كان من المتوقع أن تموت نتيجة الحرق خلال بضعة أيام.

حيث تدور أحداث الرواية بمسارين الأول واصفة فيه بدقة لجميع مراحل الألم الجسدي الذي يتعرضن له النساء اللواتي تعرض للحرق، والعلاج الصعب المترافق معه، والمساء الثاني هو حياة من حولها وارتباط حياتهم بها رغم أن لديهم حرية البقاء أو الرحيل.

كانت تمتلك كل شيء ولكنها لا تستطيع أن تعطي شيء حتى لأطفالها، وأدركت أن هناك فقر من نوع آخر وهو فقر المشاعر وحب الذات لدرجة نسيان وجود الآخرين، ولكنها وفي لحظة من الغرق في الألم والأنين تقرر أن تكمل حياتها، وتجعل من الإرادة الخيط الرفيع الذي يصلها بالحياة.

كما سلطت الضوء على أن الإرادة وحب الحياة وإرادة التغيير هي من أنقذها من الموت المحتوم، لأنها رفضت الاستكانة والانكسار، وأن أكبر عدو للإنسان ليس من حوله بل ذاته التي تخاف وتتردد إلى أن تتلاشى وتصبح خيال. فإن لم يحمل الألم بأعماقه الإرادة فلن يكون سوى عذاب تقف الروح عاجزة عن مواجهته، ولكن الروح تكون دافعة للحياة إن كانت الإرادة صاحبة القرار وليس الألم.