رواية "ذهول ورعدة"

بأسلوب مميز تروي الكاتبة إميلي نوثومب تجربتها في العمل كمترجمة في شركة يابانية، والاضطهاد الذي تعرضت له داخل الشركة.

إميلي نوثومب كاتبة بلجيكية تكتب باللغة الفرنسية، ولدت في مدينة كوبا اليابانية عام 1967، وعاشت هناك حتى عمر الخامسة، وبعدها انتقلت مع عائلتها إلى دول أخرى مثل (الصين ونيويورك وبنغلادش ....)، نشرت روايتها الأولى بعنوان "نظافة قاتل" عام 1992، وبعدها بدأت بنشر قصائدها ومؤلفاتها عاماً بعد عام.

وإثر حنينها للبلد الذي ولدت به عادت لتعمل في إحدى شركاتها، لكن الحياة الوردية التي كانت تتصورها داخل تلك الشركة تحولت إلى كابوس مرعب، فكانت هذه الرواية نقد لاذع وشديد وفكاهي في أحيانٍ كثيرة للحياة اليابانية.

وانتقدت بطريقة ساخرة ومبتكرة نظام العمل في اليابان الذي يشبه العبودية في وقتنا الحاضر، كما انتقدت النظرة الدونية للمرأة وكيف أن جهودها لا تحظى بنفس التقدير الذي تحظى به جهود الرجال، مبرزةً أن اليابان تشهد العديد من حالات الانتحار بسبب الضغوط النفسية التي يتعرض لها العاملون.

وتحدثت عن الجانب العملي لحياتها هناك أثناء عملها لصالح شركة يابانية كبرى تذوقت فيها الفشل والإساءات، حيث دخلتها كمترجمة لتخرج منها وهي مسؤولة عن نظافة المراحيض، لتبرز الوجه الآخر لذلك البلد الذي يبدو للكثيرين وكأنه جنة على الأرض أو أرضاً مثالية.

وصورت الكاتبة الموظفين المرعوبين في الشركة والمدراء الصارمين، حيث تبدو الحياة هناك أشبه بالحياة في سكن عسكري، ليبدو أن العمل هو الحياة والباقي هو هامش واستراحة قصيرة ثم يعود الإنسان إلى العمل، حيث ساعات العمل الطويلة والمدراء أشبه بالضباط العسكريين، فلا مجال للخطأ ولامجال للتعب يجب العمل كالآلات دون شكوى طوال الوقت.   

وفازت الرواية بالجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية في عام إصدارها 1999، وتم ترجمتها للغة العربية عام 2016.