رواية "ذاكرة الأقفاص"

رواية مبنية على الذكريات مستوحاة من الواقع المعيشي، تنتقل بين حكايات حقيقة عن معاناة المرأة في مجتمع ذكوري تحكمه التقاليد وسلطة الرجل وعنفه.

عرفت الكاتبة كريمة العباسي بأنها كاتبة المهمشين والمضطهدين من بنات جنسها، تبحث عنهم في القرى والأرياف والأحياء المهمشة والمهملة التي يحصل فيها التعدي على حقوق المرأة واضطهادها وما يحيط بها من صراعات عائلية وما ينتج عنها من ضحايا، لتوصل أصواتهم وصرخاتهم عبر رواياتها.

تندرج الرواية ضمن الأدب الواقعي الذي يطلق عليه بمصطلح "الواقعية الأدبية " وهو عبارة عن محاولة تصوير الحياة تصويراً واقعياً دون إغراق في المثاليات، أو جنوح صوب الخيال المفرط المأخوذ بناصية الغموض، حاولت الكاتبة التونسية كريمة العباسي أن تكون بسيطة في طرح رواياتها "ذاكرة الأقفاص" المنبثقة من رحم الواقع والحياة، الصادرة عام 2020 عن دار الفردوس للنشر والتوزيع.

كشفت الرواية خبايا المجتمع وما تعانيه المرأة في مجتمع ذكوري تحكمه التقاليد وسلطة الرجل وعنفه، وحاولت الكاتبة إيصال رسالتها الإنسانية والمعرفية إلى الآخر، ومن خلال ارتباطها بالمكان الذي تعيش فيه وتفاعلها مع القضايا التي تناولتها ومع معاناة الشخصيات التي وظفتها في الأحداث والتراكمات الاجتماعية والطبقية والبطالة، لفضح وكشف كل ما هو سلبي وغير ايجابي داخل المجتمع هو ما يجعلها مرتبطة أشد الارتباط بالمكان.

كان شخصيات الرواية مسحوقة ومهمشة في مجتمع لا يرحم وفي وضع مأساوي اقتضته الأوضاع الاقتصادية المتردية، رغم ذلك تسعى جاهدة للتحرر من قيود الماضي ولكنها تقع في ثقل الحاضر لذلك.