رواية "بريد بيروت"
كتبت حنان الشيخ عن الحرب في لبنان عن ألم ومعاناة عميقين عاشتهما، لتروي الكثير من الواقع والوهم والخوف والتحدي والخيبة.
الروائية والكاتبة اللبنانية حنان الشيخ من مواليد عام 1945، بدأت الكتابة بسن الرابعة عشرة وذلك بعد تأثرها بشكلٍ مباشر بصديقتها الكاتبة الفلسطينية نهى سمارة التي كانت تكتب في صفحة الشباب بلبنان.
بدأت نشر أعمالها عام 1970 وكانت ثالث رواية لها بعنوان "بريد بيروت" صدرت عن دار الهلال عام1992، وتدور أحداثها في بيروت أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ترجمت الرواية إلى الإنكليزية بواسطة المترجمة والأكاديمية البريطانية كاثرين كوبهام.
كانت الرواية عبارة عن مجموعة رسائل موجهة وليست متبادلة، تحمل معاناة مدينة جريحة مدمرة ولكنها مازالت حية، بشكل مفكك، فهي مدينة تحتفظ بروحها رغم الآلام والجراح، فلا تتغير فيها الصداقة رغم البُعد، ولا يضعف فيها الحب رغم الخوف.
بطلة الرواية فتاة ترى بيروت تتغير أمام عينيها وكأنها ترى حياتها في شريط أو صورتها في مرآة. وحين تروي بعض تفاصيل أيامها يضيع الفرق بين الإنسان والمكان، بينها وبين مدينتها. فذاكرتها هي التي تصنع بيروت، وتنقلها في الأماكن وحضورها هو الذي يجمع الأحداث وينظم الحكاية.
تحدثت الكاتبة في روايتها عن بيروت الحاضر والذكرى وبيروت الغربية والشرقية، وهناك بيروت المدينة والضاحية، كما داخل بيروت أماكن لم تقربها الحرب، أماكن أخرى لم تترك منها الحرب سوى الفتات، بيروت هي مدينة التناقض كانت كذلك قبل الحرب واستمرت بأشكال أخرى بعدها.
تصور الرواية بيروت قبل بداية الحرب كرة ألوان، بالوجوه التي لوّحها البحر، والسيارات التي تبهر العيون، والمسرحيات ودور السينما والمقاهي، والمغنين العالميين، ليأتي بعدها اليوم الذي أعلنت فيه بيروت الحرب وكأنها تعلن عن مهرجان دولي توافد إليه الجميع، وضاعت البهجة وحل الدمار.