رواية "بنت الخياطة"
رواية واقعية من ذاكرة المجتمع قدمت فيها الكاتبة إضاءة حول استمرار معاناة المرأة في المجتمع الشرقي، حيث تبرز نماذج حقيقية لنساء خرجن من رحم المعاناة.
جمانة حداد من مواليد عام 1970 كاتبة ومترجمة وصحفية لبنانية، عملت كمسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة النهار اللبنانية، وأستاذة في الجامعة اللبنانية الأمريكية، كما أنها ناشطة في مجال حقوق المرأة، ومؤسسة مجلة "الجسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه.
فيما تولت بين عامي (2007 ـ 2011) مهمة التنسيق الإداري للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، وهي الآن عضو في مجلس أمناء الجائزة، ومنذ عام 2014 يتم اختيارها كل عام كواحدة من مئة امرأة عربية أكثر نفوذاً في العالم.
كما أنها أصدرت مجموعات شعرية عدة نالت صدى نقدي واسع في لبنان والعالم العربي، وترجم بعضها إلى لغات أجنبية، وهي تتقن سبع لغات ولها ترجمات في الشعر والرواية والمسرح لعدد من الأدباء العرب والعالميين.
فعرضت في روايتها "بنت الخياطة" التي نشرتها عن دار هاشيت أنطوان عام 2018، فلسفتها الخاصة عن قضايا المرأة من خلال قصص أربع نساء تميزت شخصياتهن بالقوة والحضور، وتحلين بكل سمات وصفات القيادة، فقد عشن في زمن الحرب وتحملن الألم والقسوة والبؤس، وسلطت الضوء على أوجاع النساء ومعاناتهن منذ بدايات القرن الماضي وحتى الزمن الحاضر.
وتكونت الرواية من أربع فصول، وتميزت بحبكة سردية ودرامية متقنة، ولأن الكاتبة شاعرة في الأصل فقد استطاعت أن تفرض أسلوبها التعبيري الشعري، مع فرادة في الوصف استطاعت تقديم مادة سردية شائقة ومثيرة.
وعرضت قضايا المرأة المعاصرة باستدعاء قصص عن نساء من الماضي، وصوت الكاتبة الأحداث بكثير من التفاصيل التي تشد القارئ وترسم في مخيلته الألم والمعاناة التي عانتها بطلات الرواية الأربع، ولجأت الكاتبة إلى نهاية مفتوحة لروايتها لتقول إن معاناة النساء لا تزال مستمرة.