رواية "عبدة... قصتي الحقيقية"

"عبدة... قصتي الحقيقية" روايةٌ ذاتية في العبودية، للكاتبة السودانية والناشطة في حقوق الإنسان ميندي نازر

، هي خلاصة ثماني سنوات من العبودية في السودان ولندن تروي من خلالها رحلتها من العبودية الحالكة في الظلام إلى الحرية المليئة بالنور، نشرت الطبعة الأولى منها عام 2003، فيما نشرت الطبعة الانجليزية من الرواية عام 2005.
تدور أحداث الرواية حول السيرة الذاتية لحياة الكاتبة السودانية ميندي نازر، حين تشهد إحدى ليالي قريتها الواقعة في جبال النوبة غارةً ليتم خطفها من قبل تجار الرقيق، والاتجار بها وهي ابنة الثانية عشر، فتجد الفتاة الصغيرة نفسها في منزل عائلة سودانية وخادمة لسيدة منزل مجردة من الإنسانية، ترغم ميندي على العمل منذ مطلع الفجر حتى وقت متأخر من الليل ودون أن تلقى أجراً لكدها وتعبها أو حتى تحظى بإجازة. 
استمرت معاناتها ثماني سنوات وهي مسلوبة الحرية والحقوق والخصوصية، ولم تتوقف سلسلة العناء عند هذا الحد، بل تعرضت خلال هذه السنوات للتعنيف الجسدي والتحرش الجنسي، ولم تتمكن من مقابلة أسرتها أو الاتصال بهم.
ولم يرتوي ظمأ الأسرة من استعباد وقمع حرية الفتاة المأسورة، لتقرر سيدة المنزل أن تعيرها لشقيقتها التي أنجبت توأماً لتقوم الأخيرة على خدمتها، فترسل ميندي إلى لندن لتكون خادمة منزلية لدبلوماسيٍّ سوداني قائم بالأعمال في السفارة السودانية. ليحمل صباح أحد الأيام بصيص أملٍ لها، فيقرر مالكيها الجدد الذهاب بعطلة إلى السودان، وتركها مع زملاء لهم إلى حين عودتهم، عندها تدرك ميندي نازر أنها فرصتها الوحدة لكسر قيود العبودية وقطع حبال الذل، غير أن طريق الحرية لم يكن سالكاً وسهل المنال.
لم يكن طريق الحرية سالكاً وسهل المنال، حيث وجدت ميندي نفسها أمام عثرات لم تكن بالحسبان، فكانت اللغة الإنجليزية التي لم تكن تتقنها العائق الأول في طريقها، ولم تكن تدري من أين ستحصل على حريتها أو تطالب بها، وزادها بؤساً عدم معرفتها بأمور اللجوء، فتقرر مواجهة مصيرها المنكود وتجوب شوارع لندن لتلتقي بعد بحثٍ دؤوب بشابٍ من أصول سودانية يقوم بالترتيب لهروبها بمساعدة بعض الأصدقاء السودانيين، لتنال حريتها وترى النور بعد كل الظلمات التي عايشتها من الضرب والتهديد والإخضاع.
استطاعت من خلال سردها سيرتها الذاتية في رواية "عبدة... قصتي الحقيقية"، أن تلفت أنظار الحكومات ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بما في ذلك منظمة مكافحة الرق الدولية، حول معاناة الرق والاتجار بالبشر واعتبارهم ملكية شخصية أو سلعة تباع وتشترى، فتقول في روايتها "كان يمكن أن التزم الصمت بعد أن حصلت على حريتي، غير أنه طالما هناك آخرون يعانون الرق في السودان، فجزء مني أيضاً في عبودية".
واقتبس عن الرواية فيلم "أنا عبدة" من بطولة الممثلة البريطانية يونومي موتساكو، الذي أنتج عام 2010، كما اقتبس عنها مسرحية "الرقيق ـ مسألة الحرية" التي أنتجتها شركة فيل جود المسرحية.