رواية "امرأة على الضفة المقابلة"

رواية اجتماعية صورت الحياة اليومية للمرأة اليابانية وصراعاتها، من خلال قصة ربة منزل منطوية الشخصية قررت الانخراط في المجتمع مرة أخرى.

ولدت الكاتبة اليابانية ميتسويو كاكوتا عام 1967، بدأت كتاباتها عام 1990 وحصلت على جائزة كاين للكتاب الجدد في نفس العام، من ثم فازت بجائزة ناوكي وجائزة نوما الأدبية للوجه الجديد.

لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها "امرأة على الضفة المقابلة" التي حازت على جائزة ناوكي عام 2005 وهي الجائزة الأدبية الأعلى مكانة في اليابان.

يتعامل المجتمع الياباني مع المرأة بطريقة قريبة جداً من طريقة المجتمع العربي، فتنشئها من صغرها على أن وظيفتها في الحياة هي مراعاة بيتها وزوجها وتربية الأولاد، وألا تفكر في أن يكون لها كياناً مستقلاً أو حرية.

تمردت الكاتبة اليابانية ميتسويو كاكوتا في روايتها "امرأة على الضفة المقابلة" على هذه القيم والتقاليد من خلال ثلاثة نساء كل واحدة تعاني نوعاً من القهر والاضطهاد الذي له جذور ممتدة من طفولتها.

تبدأ الرواية سايوكو وهي ربة منزل في الخامسة والثلاثين من عمرها ولديها طفلة في الثالثة من العمر، زوجها شخص غير مبالي ووالدته امرأة متسلطة ودائمة الشكوى والتذمر، تعاني سايوكو من عزلة وانطواء تمتد جذورها منذ كانت طفلة وحتى بعد أن تزوجت وانجبت، مما جعلها تخاف أن تكبر ابنتها في نفس السياق، فقررت ادماجها في المجمع وأبناء حيلها من خلال زيارة الحدائق العامة، وهناك تعرفت على آوي ارادت مساعدتها وعرضت عليها العمل معها في شركتها المتواضعة.

وفي تلك الأثناء عزمت سايوكو على الانخراط في المجتمع الوظيفي حتى تسترد ثقتها بنفسها، فقرر على إثر هذا اللقاء أن تغير حياتها وحياة ابنتها وتبدأ العمل، لكن قوبل قرارها بالمعارضة من قبل زوجها ووالدته، وذلك بحجة أنها ستقصر في إداء واجباتها المنزلية.

صاحبة الشركة التي تدعى آوي هي ايضاَ في الخامسة والثلاثين من عمرها فتاة تتميز بالمرح والحس الفكاهي والودود، وهي شخصية مستقلة بلا عائلة بلا أولاد.

سردت الكاتبة ميتسويو كاكوتا بطريقة سلسة تفاصيل الحياة اليومية التي تعشها النساء في اليابان، والصراعات التي تخوضها لنيل حقوقها والحفاظ على كيانها.

فيما ركزت على معاناة ربات المنازل اللواتي توكل إليهن مهمات كبيرة ومتعددة من المهام منها التنظيف والطبخ وتربية الأطفال والعديد من الأعمال الأخرى، كما قارنت من جهة أخرى حياة المرأة العاملة التي تزداد كل يوم مخاوفها من الزواج وتحمل مسؤولية البيت والعائلة، فتفضل أن تبقى حرة طليقة دون قيود.