رواية "المشاءة" ذكريات طفلة من الحرب

تروي الكاتبة والصحفية السورية سمر يزبك التي ولدت 1970، في روايتها "المشاءة" قصة من واقع الحرب السورية المستعرة على لسان طفلة صغيرة أنضجتها ظروف الحرب قبل أونها

صنفت سمر يزبك بأنها روائية متحررة لتعبيرها في كتاباتها عن شقاء المجتمع التقليدي وآلامه وأحلامه، وتعد صوتاً بارزاً في مجال حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة، حيث أسست منظمة "النساء الآن" عام 2012 لدعم وتمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً وثقافياً. 
ومن أجمل رواياتها كانت بعنوان "المشاءة" التي صدرت عام 2017 تروي قصة طفلة كانت شاهدة على المجازر التي نجت منها مراراً في الحرب السورية، والتي سببت لها مشاكل جسدية ونفسية عديدة أدت إلى التزامها بالصمت حتى ظنها البعض خرساء، وكانت تعبر عما يجول بخاطرها عن طريق الكتابة والرسم، كما أنها كانت تفرغ كل تلك المشاكل بالسير من مكان لأخر أو حول نفسها احياناً، كونها حرمت منه لفترة طويلة بسبب الحصار الذي فرض عليها وعلى والدتها وأخيها في قبو بائس أحتموا به من القصف والدمار. 
كما أنها روت كيف أن الحرب شوهت طفولتها وبراءتها وحرمتها من والدتها وأخيها وألقت بها في عتمة قاتلة من الذكريات الحزينة، لتذكر الخراب والعنف والإجرام والإرهاب الذي شاهدته، وأحياناً لا تكاد تسعفها اللغة لتصف أجساد مقطعة وأشلاء متناثرة من ضحايا القصف.
وتنتصر لضحايا الحرب وتجردهم من حالة الترقيم لتتحدث عنهم كأرواح وبشر لا كأرقام ضائعة في لجة الحرب والقتل والدمار، لتذكر بعض الأشخاص الذين فارقوا الحياة بطريقة بشعة ومشاهد أليمة ومريرة، كما أنها تصف تغيرات اجتاحت المكان حيث أن الشوارع قطعت أوصالاً وجُعلت المناطق جزراً بعيدة عن بعضها البعض.
واستطاعت الكاتبة سمر يزبك عن طريق السرد الطفولي والتداخل في الرواية بشخصيات خيالية من الرسوم المتحركة أن تقدم دلالات توثق تفاصيل الحرب في سورية من دمار وتخريب ومجازر لم تستثني صغيراً أو كبير.