رواية "الملك ينحني ليقتل"

تروي قصة ملك دكتاتوري بلغ نظامه الشمولي حيوات الأفراد، كان لا ينحني إلا ليقتل.

للكاتبة الألمانية هيرتا مولر، ولدت في رومانيا عام 1953، لغتها الأم الألمانية، منعت أعمالها من النشر من قبل الرقابة الرومانية، وبدأت شهرتها الدولية منذ بداية التسعينيات، والتحقت بالدراسات الألمانية والأدب الروماني في جامعة Timișoara الغربية عام 1976.

حصلت على جائزة نوبل في الأدب عام 2009، لتكون المرأة الثانية عشر التي حصلت على الجائزة بهذا الفرع منذ إطلاقها، كما حصلت على حوالي 20 جائزة أخرى. وعرفت بأعمالها الأدبية التي نقلت ظروف الحياة الصعبة التي يعيشها الأفراد في رومانية، وعبَّرت أكثر أعمالها عن وجهة نظر الأقلية الألمانية في رومانيا، وصورت التاريخ المعاصر للألمان، ومن أشهر رواياتها الموعد، جواز السفر، أرجوحة النفس.

وصدرت الرواية النثرية "الملك ينحني ليقتل" عام 2011، وتحوي على مجموعة مقالات وبضع محاضرات ودراسات في اللغة والأدب، وتدور أحداثها حول قصة ملك دكتاتوري بلغ نظامه الشمولي حيوات الأفراد، كان لا ينحني إلا ليقتل، ترى الكاتبة نفسها كذات منسحقة وضائعة ومريضة بالخوف القاتل من زبانية النظام الحاكم في رومانيا.

وتعرفنا على جدها الفلاح الذي صار بتفوقه في تجارة الغلال من أصحاب الأطيان، وعاش حتى شهد الشيوعيين وهم يصادرون أملاكه، وبالكاد يسمحون له أن يعيش في بيته الذي بناه، أما أمها التي عانت الإجهاد والجوع والرعب والبرد القاتل أثناء تنفيذها لحكم الأشغال الشاقة في الاتحاد السوفيتي.

الرواية تسلط الضوء افعال الدكتاتورية وعلى مسخ الكائن في كافة أبعاده ومعانيه، مسخ الإنسان وتشويهه من الداخل، فالجمال ليس جمالاً ما دام صاحبه يقترف التعذيب والقتل، حتى اللغة لا تكون وطناً ما دام الناطق بها استخدمها أداة في النطق بأمر القتل والتدمير.