رواية "اللون الأرجواني"
معاناة النساء ذوات البشرة السوداء من اعتداءات وتعنيف، القت الكاتبة الأمريكية أليس ووكر الضوء على هذا الموضوع من خلال روايتها "اللون الأرجواني".
إثر حادث تعرضت له في طفولتها اصيبت إحدى عينيها ما افقدها البصر، ليقابلها الناس بالتنمر، فلم تجد لنفسها سوى الكتابة لتفريغ ما تشعر به من حزن وغضب، أليس ووكر روائية وشاعرة أمريكية وناشطة حقوقية ونسوية ومناهضة للعنصرية.
ولدت أليس ووكر عام 1944 وهي الابنة الثامنة لوالديها، وكانت طالبة متفوقة في دراستها، وفي سن الرابعة عشر اجرت عمل جراحي أعاد البصر لعينها المصابة، فكانت تلك الحادثة واثارها النفسية هي السبب الذي جعلها تخطو أولى خطواتها في طريق الأدبي، وفي عام 1965 تخرجت من كلية سارة لورانس لتعمل فيما بعد بإدارة الرعاية الاجتماعية في مدينة نيويورك.
بدأت مسيرتها الأدبية بإصدار مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان "ذات مرة" عام 1968، بينما حملت رايتها الأولى عنوان "حياة غرانج كوبلاند الثالثة" التي نشرت عام 1970، ولها أكثر من ثلاث عشرة رواية ومجموعة قصصية وتسع مجموعات شعرية، وغيرها من الكتب الفكرية والسياسية.
تناولت في رواياتها وقصصها القصيرة وقصائدها موضوعات متنوعة منها الاعتداء الجنسي والعنف والعزلة والعلاقات المضطربة والتميز على أساس الجنس أو اللون.
بينما لمع نجم الكاتبة أليس ووكر في عام 1982 بعد نشرها لرواية "اللون الأرجواني" لتكون أول امرأة من أصل أفريقي تفوز بجائزة بوليتسر للخيال عن هذه الرواية التي لاقت شهرة كبيرة في الوسط الأمريكي قبل أن تترجم للغة العربية، كما ونالت جائزة الكتاب الوطني وجائزة بوليتزر الأدبية عام 1983عن ذات الرواية.
هدفت من خلال رايتها إلى إلقاء الضوء على معاناة النساء ذوات البشرة السوداء في جنوبي الولايات المتحدة خلال ثلاثينيات القرن العشرين، وعرض ما تعرضن له من اعتداءات جنسية وتعنيف وتهميش.
تدور أحداث الرواية حول سيلى الفتاة ذات البشرة السوداء التي تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل زوج والتدها وهي في الرابعة عشرة من عمرها، ليقوم بعد سنوات بفصلها عن شقيقتها الوحيدة وتزوجها لرجل أرمل يكبرها بعشرات السنين مقابل المال، فكان يعنفها جسدياً وجنسياً ولفظياً ويتعامل معها كخادمة لتنظيف المنزل وكمربية لطفليه.
عانت سيلى من ذلك الظلم لمدى أربع عقود إلى أن قررت الهرب وسكنت إحدى البلدات المجاورة وتعلم مهنة الخياطة اتستقر هناك إلى أن توفى زوج والدتها وورثت عنه الأرض وعادت إلى منزل طفولتها.
بعد ثلاث أعوام على نشر الرواية تم تحويلها إلى فيلم حمل نفس العنوان عرض عام 1985 من إخراج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ وبطولة ووبي جولدبيرج، كما ترشح الفيلم لإحدى عشر جائزة أوسكار.
كما وتم بيع أكثر من ستة ملايين نسخة من الرواية حول العالم لتصبح من بين أكثر خمسة كتب أعيدت قراءتها في أمريكا.
أما في عام 2005 فتم تجسيد الرواية على شكل مسرحية موسيقية على مسرح برودواي في الولايات المتحدة، وحازت على جائزة أفضل إعادة إحياء مسرحي من ضمن جوائز توني المسرحية.