رواية "الحدث"... حرية المرأة بين المسموح والممنوع

أهم حدث مصيري في حياة الكاتبة الفرنسية آني إرنو والذي غير مسار حياتها ترويه في روايتها "الحدث".

تروي الكاتبة والروائية الفرنسية آني إرنو في روايتها "الحدث" أهم حدث مصيري غير مسار حياتها، وترك ندبة في روحها رافقتها طوال عمرها.

آني إرنو كاتبة وروائية فرنسية ولدت عام 1940، حصلت على أعلى درجة في الأدب الحديث عام 1971، معظم أعمالها تعبر عن سيرتها الذاتية، فيما حافظت كتاباتها الأدبية على روابط وثيقة مع علم الاجتماع، ونالت جائزة رينودو الأدبية في عام 1984عن روايتها "امرأة" التي سردت فيها سيرتها الذاتية وعلاقتها مع والدتها.

صدرت روايتها "الحدث" عن منشورات الجمل عام 2019، التي استعادت فيها تفاصيل الحدث المصيري الذي مر في شبابها حين خضعت للإجهاض بطريقة غير شرعية، لأن القانون يمنع ممارسة الإجهاض في العيادات الطبية.

تسرد الكاتبة تجربتها مع الحمل غير المرغوب به وتفاصيلها الشعورية وسباقها مع الوقت، حتى أنها حاولت إجهاض نفسها ووضع حياتها على المحك.

سافرت إلى باريس لتقابل "صانعة الملائكة" وهو الاسم الذي كان يطلق على المجهضات، والتي طلبت منها مبلغاً ليس بقليل مقابل إجراء عملية غير شرعية في إحدى غرف منزلها ودون أدوات طبية خصوصية ولا حتى تعقيم، والهدف الأساسي من العملية هو تقاضي الأجر فقط دون الاكتراث لحياة المرأة التي خيارها الوحيد هو الخضوع لتلك العملية.

تعاملت الكاتبة في ذلك الوقت مع اختيارها للإجهاض كمسألة شخصية بحتة لها علاقة بجسدها وخصوصيتها المنفردة، كما أنها لم تخفي ذلك عن أحد، وخضعت لعملية إجهاض متعسرة كادت أن تفقد حياتها على إثرها، كما أنها كانت تجربتها الوحيدة لكنها تركت مشاعر وأفكار كالندبة في روحها.

سلطت الكاتبة من خلال روايتها الضوء على فكرة تجريم عملية الإجهاض بالنسبة للمرأة والطبيب في مجتمع لا يدين سوى المرأة، ولا يكترث للمسبب في هذا الحمل، فربما تعرضت المرأة لاعتداء جنسي وحملت على إثره... أليس لها الحق في الإجهاض!