قصيدة "قد بدّل الدهرُ صفو العيش بالكدر"
للشاعرة اللبنانية وردة اليازجي ترثي فيها أفراد عائلتها الذين خسرتهم واحداً تلو الأخر
للشاعرة اللبنانية وردة اليازجي ترثي فيها أفراد عائلتها الذين خسرتهم واحداً تلو الأخر.
حظيت الشاعرة اللبنانية وردة اليازجي (1838 ـ 1924) بمزايا لم تحظ بها امرأة أخرى في القرن التاسع عشر، نشأت وترعرعت في بيت علم وأدب فوالدها كان شاعر وقد نمّى مواهبها وعلمها أسس اللغة العربية ونظم الشعر، وذلك في وقت لم يكن التعليم متاحاً للفتيات.
حين بدأت الشاعرة وردة اليازجي بكتابة الشعر صدمت الشعراء من الرجال فقد كانت قصائدها كشعاع نور وسط ظلال الجهل المتراكم.
وكانت شاعرة مميزة في قوة لغتها وتطلعها إلى التجديد ولم تغادر المألوف من أغراض الشعر السائدة، وتنوعت قصائدها بين الإطراء والغزل والرثاء.
ولها قصائد عديدة في رثاء الراحلين من أهلها مما رشحها لتلقب بخنساء العصر، حيث رثت أشقاءها وشقيقاتها ووالديها وابنائها، ولها قصائد في ذم الجهل والدعوة إلى العلم وقصائد أخرى في الفخر بعروبتها.
وكان قصيدتها "قد بدّل الدهر صفو العيش بالكدر" من أجمل ما كتبت في رثائها لأبنائها وأشقائها ووالديها، معبرة فيها عن حزنها الشديد عليهم وكيف بدلت الحياة سعادتها إلى تعاسة بفقدها لأفراد عائلتها واحداً تلو الأخر.
تقول أبيات القصيدة:
قد بدّل الدهرُ صفوَ العيش بالكدَرِ
وبدّل العينَ بعدَ النوم بالسّهرِ
لا عيش يصفُو بذي الدُنيا التي طُبعت
على الدمار فلم تبقي ولم تذرِ
ما كنتُ أحسب أن الدهرَ يفجعني
حتى دهاني بخطبٍ غير مُنتظرِ
يومٌ تفتت قلبي فيه واشتعلت
فيه الهمومُ اشتعال النار والشررِ