قصيدة "ماذا سيحدث"

عرض للمعاناة التي يعيشها العالم اجمع بأسلوب مسرحي من خلال بعض الأبيات النثرية بقلم الشاعرة ديمة محمود.

الشاعرة والكاتبة المصرية ديمة محمود امرأة عاشقة للشعر جريئة في كتاباتها التي تدخل فيها بعض الأساطير والأغاني لتعكس الثقافات المحيطة بها بأسلوبها المميز.

فازت بالمركز الثاني في الدورة الثانية لجائزة حلمي سالم لعام 2021، عن ديوان "بتحنان يخط برديته" الذي صدر في نفس العام، ضم الديوان اثنين وعشرين قصيدة نثرية، امتزجت فيها الأساطير القديمة والطبيعة بالإضافة إلى خبايا الكون.

تميزت قصائدها بإيقاع متقطع متدرج بعبارات متفاوتة الطول وجمل استفهامية، في أطار من السوداوية والسخرية، نتيجة للمجتمع الذي تنخرط فيه الشاعرة.

صبت الشاعرة في قصائدها كل الهواجس التي عليها مواجهتها واجتيازها، وبعض القضايا الاجتماعية الضاغطة مثل قضايا البيئة والمساواة وثورات الربيع العربي والمظاهرات والرؤوس النووية، والإضرابات العمالية والنقابية وكل ما يشغل العالم الآن وإلى عشرين سنة قادمة.

لجأت الشاعرة إلى إضافة بعض المفردات من اللغة المحكية أو العامية مثل كلمة "يعني" التي تستخدم عادةً لتوضيح الحديث أو إعادة طرحه بطريقة أخرى، لكنها استخدمتها هذه المرة للتمني، لتصبح قصيدتها مسرحاً تظهر عليه كل المسائل والقضايا وتعالجها بلغة نثرية مبسطة.

تقول أبيات القصيدة:

ماذا سيحدثُ - يعني - لو استبدلنا نصفينَا في محاولةٍ للتّصدّي؟

وقلنا: إنَّ الزّبدةَ نصفُ المجتمع

وبفرشاةٍ لدهنِ الجدرانِ لوّنّا نصفينَا العلويّين بالأخضر

كدعمٍ لمناصري البيئةِ

واستبدلتُ ساقيَ بعمود إنارةٍ؛ لأجرّبَ معاناةَ المخذولين

بينما تصبحُ ساقكَ مطرقةً في يد صبيّ خرّاط

ماذا سيحدثُ لو قلنا: "لا شيء خارج النصّ"؟

لا شيء داخله كذلك!