قصيدة "لم أُصدق أنني سأتعلم يوماً أن أموت"
ترصد وضع الحياة والحروب في فلسطين والدول المحيطة من وجهة نظر امرأة.
للشاعرة الفلسطينية أسماء عزايزة، ولدت في قرية دبورية عام 1985، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصحافة والأدب الإنجليزي من جامعة حيفا، تكتب المقالات في الثقافة لصحف وملاحق محلية وعربية من بينها مجلة "فسحة الثقافية"، وتعمل الآن كمديرة لمشروع من تأسيسها وهو "فناء الشعر".
لها ثلاث مجموعات شعرية وهي "ليوا" الحائزة على جائزة عبد المحسن القطان عام 2010، و "كما ولدتني اللدية"، والمجموعة الشعرية "لا تصدّقوني إن حدثتكم عن الحرب"، وقد ترجم بعض من قصائدها إلى الإنجليزية والألمانية والفرنسية والفارسية والسويدية والإسبانية والسلافية والتركية وغيرها.
"لم أُصدق أنني سأتعلم يوما أن أموت" صدرت عام 2019، ترصد وضع الحياة والحروب في الدول من وجهة نظر امرأة، سردت ما خلفته الحرب من خراب و دمار وتشرد وجوع، حكت أوجاع الناس في الدول التي تعنيها حتى لو كانت أوجاعاً قديمة، التمست الواقع الهش الذي عاشته الناس بكل وضوح.
كما المشاعر والانفعالات واليأس المتراكم خلف جدران شبه آمنة، وتأخذنا إلى كيف نعيش تحت سماء مغلقة، وأرض تصعد منها القنابل، وأننا لسنا ضحايا، بل لنا أسماؤنا، ولنا ذكرياتنا، وقصصنا الصغيرة التي نرويها.
تقول أبيات القصيدة:
لم أكن حيث كان الموت درسـا واحدا وإلى الأبد
حيث الصاروخ الذي خانته ذاكرته فنسي الطريق
الرصاصة التي لم تقصد أن تتوقف عن أن تكون قلما
المذبحة التي مرت في الطريق العام ورمت السلام
بينما كنت أسير في الشارع الخلفي
أقطف الصفير وأشاهد الحروب في أفلام الكرتون
لم أصدق أنني سأتعلم يوما أن أموت
إلا حين كانت حرب بيروت تغرق تهليلة أمي في البئر
تفوح رائحة الغارات من فرن الطبخ
يدخل صوت الفدائي إلى كاسيت أم كلثوم
الجماجم التي عبدت طريق المدينة
تخرج من الملصق المعلق بجانب السرير وتهدهدني
تقرع فوق رأسي الطري مثل لطمية طويلة
فأتوقف عن البكاء، أو يتوقف أصحابها عن البكاء فيها