قصيدة "للعاشقين بأحكام الغرام رضا"

القصيدة للشاعرة السورية مريانا مراش التي ولدت عام 1848وتوفيت عام 1919في حلب، وهي من أوائل النساء اللواتي كتبن في الصحف العربية، كما أنها كانت أول كاتبة سورية تقوم بنشر مجموعة شعرية

.
تعلمت مريانا مراش اللغة العربية والفرنسية والإنكليزية في الوقت الذي كان يمنع فيه تعلم الفتيات بسبب المعتقدات السائدة آنذاك، بالإضافة إلى أنها كانت تتقن العزف على آلة البيانو والقانون. 
وبدأت أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر بكتابة مقالات وقصائد للجرائد الدورية ومن أبرزها (جريدة الجنان وجريدة لسان الحال) في بيروت، كما أنها أول من كتبت عن تاريخ سوريا أواخر العهد العثماني في كتابها الذي يحمل عنوان " تاريخ سوريا الحديث".
وكانت أول من أحيا تقليد الصالونات الأدبية في الشرق الأوسط، بعد سفرها إلى أوروبا وأعجابها بما شاهدته في الحياة والثقافة الأوروبية، عادت إلى بلدها وحولت منزلها إلى صالون أدبي يلتقي فيه الكتاب المشهورين بشكل منتظم، وتضمنت هذه اللقاءات مناقشات أدبية وموسيقية وسياسية واجتماعية.
وانتقلت من شعر المدح إلى الشعر العاطفي الذي يصور بعض أحاسيسها، لأنها كانت جياشة العواطف ترسم نبضات قلبها بشعر رقيق، وكانت أجمل قصائدها ضمن المجموعة الشعرية بنت فكر التي نشرتها عام 1893 تحمل عنوان "للعاشقين بأحكام الغرام رضا" تقول فيها:
للعاشقين بأحكام الغرام رضا                   يمسون صرعى به لم يونفوا المرضا
لا يسمعون لعذل العاذلين لهم                   فلا تكن يا فتى للجهل معترضا
روحي الفداء لأحبابي وإن نقضوا             ذاك الذمام وقد ظنوا الهوى عرضا
جاروا وما عدلوا في الحب إذ تركوا         عهد الوفي الذي للعهد ما نقضا
قف واسمع سيرة الصب الذي قتلوا           وكان يزعم أن الموت قد فرضا
أصابه سهم لحظ لم يبال به                    فمات في حبهم لم يبلغ الغرضا
رأى فحب فرام الوصل فامتنعوا             فما ابتغى بدلاً منهم ولا عوضا
تقطع القلب منه بانتظار عسى                فسام صبراً فاعياً نيله فقضى