قصيدة "جرح الموت"
كتبت الشاعرة هند هارون قصيدة "جرح الموت" لتخليد ذكرى وفاة ابنها.
كتبتها الشاعرة السورية هند هارون الملقبة بشاعرة الأمومة، ولدت في مدينة اللاذقية عام 1927، وعاشت طفولتها وسط عائلة حريصة على الثقافة والعلم، وتلقت تعليمها وكانت من المتفوقات. كتبت الشعر وهي في المرحلة الإعدادية، ونشرتها في الصحف باسم "بنت الساحل".
طغى على شعرها الطابع الوطني والاجتماعي والوجداني، وكتبت أكثر من أربعة آلاف قصيدة، وتُرجمت بعضها إلى الفرنسية والإنجليزية والبلغارية والألمانية.
وتوفيت هند هارون عام 1995 بعد أن أبدعت بكتابة أجمل القصائد للأم وللطفولة والبلاد، كما أنها جسدت في قصائدها فلسفة الحياة، وكان إبداعها مغموساً بالدموع على فقد وحيدها.
وكان لابنها الأثر الأكبر في حياتها ونتاجها الأدبي فشكل مرضه ورحيله قبل أن يكمل عامه الثامن عشر جرحاً في قلبها لم تمحه الأيام والسنوات وضلت ترثيه بقصيدة تلو الأخرى، وديوان يخلف الأخر حتى أسماها الأدباء "خنساء العصر".
وشاركت في العديد من المهرجانات الشعرية، ومن دواوينها الشعرية "سارقة المعبد، شمس الحب، بين المرسى والشراع، وعمار في ضمير الأمومة".
وكتبت في عام 1978 قصيدة بعنوان "جرح الموت" أهدتها إلى روح ابنها في ذكرى وفاته الثامنة عشر.
تقول أبيات القصيدة:
يا وحيدي... كنت في صدري وعيني الشعاع
وأنا أحياك... يا عمار... في دنيا الصراع
لم يلح لي بعد أن جزت الدنا... إلا الضياع
وغبار الأرض... شد الناس... أغرى المتاع
غير إني عندما أدعوك... ينزاح القناع
وأرى طيفاً حبيباً... جاء مفتوح الذراع
وأحس القبلة الحرى... وكم أخشى الوداع
ثم تمضي... في سفين الله... مرفوع الشراع
كلما... لملمت جراح الموت ... في نفسي الأبية
كلما هدهدت آلامي... بألحان خفية