قصيدة "حريتي" للشاعرة فدوى طوقان
ولدت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في مدينة نابلس، ودرست حتى المرحلة الابتدائية لأن عائلتها اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة غير مقبول
، فتركت المدرسة وعملت على تثقيف نفسها بنفسها، وساعدها أخيها الشاعر الكبير إبراهيم طوقان على تنمية مواهبها في كتابة الشعر.
وقام أخيها بتشجيعها على نشر أشعارها في العديد من الصحف العربية وأسماها "أم تمّام"، ثم أسماها محمود درويش لاحقاً "أم الشعر الفلسطيني"، ووقّعت قصائدها الأولى باسم "دنانير" وهو اسم جارية، ولكن أحب الأسماء المستعارة لها كان "المطوّقة" لأنه يتضمن إشارة مزدوجة يحمل معنى انتسابها إلى عائلة طوقان وأيضاً إلى أحوالها في مجتمع تقليدي غير رحيم الذي يطوق حرية المرأة.
ناضلت الشاعرة وقاومت وكتبت العديد من القصائد من أجل الحصول على الحرية، وتحدثت في قصيدتها "حريتي" بلسان ضفتا الأردن فقالت إنهما تناديان: حريتي حريتي، وستبقى تناضل في أكثر الأماكن المحرومة من الحرية في السجون وحبال المشانق.
وعندما تكون القصيدة سلاحاً للبحث عن الحرية ستظل تردد "حرية" لتصل إلى أبعد مدى في وطنها، ورغم كل محاولات تدمير الشعب والسياسات الظالمة التي ينتجها الاحتلال ليثني الناس عن مطالبتهم بالحرية وقسوة وصعوبة الظروف التي تحيط بها، إلا أن نضالها استمر من أجل حفر اسم الحرية في كل مكان.
تقول في أبيات القصيدة:
حريتي!
حريتي!
حريتي!
صوتٌ أرددهُ بملء فم الغضبِ
تحت الرصاص وفي اللهبِ
وأظلُ رغم القيد أعدو خلفها
وأظلُ رغم الليل أقفو خطوها
وأظلُ محمولاً على مدّ الغضبِ
وأنا أناضل داعياً حريتي!
حريتي!
حريتي!
ويرددها النهر المقدس والجسورْ
حريتي!
والضفتان ترددان: حريتي!
ومعابر الريح الغضوب
والرعد والإعصار والأمطار في وطني
ترددها معي:
حريتي! حريتي! حريتي!