قصيدة "حبذا حلية الطراز أتت"

قصيدة مدح كتبتها الشاعرة اللبنانية وردة اليازجي للشاعرة المصرية عائشة تيمور، معبرةً فيها عن فخرها وحبها لما قدمته زميلتها للأدب بشكل عام وللنساء بشكل خاص.

كُتبت هذه القصيدة بقلم الشاعرة اللبنانية وردة اليازجي (1838 ـ 1924)، التي اشتهرت بكتاباتها الأدبية والشعرية مقدمةً لوناً مميزاً من الأدب والشعر، وكان لها فضل كبير في النهضة الأدبية النسائية وفتح مجال الكتابة أمام النساء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

برزت أعمالها في مطلع القرن العشرين، واطلق عليها لقب خنساء لبنان لما حمله شِعرها من حزن وأسى، جُمعت قصائدها في ديوان واحد تحت عنوان "حديقة الورد" صدر في بيروت عام 1867 تضمن الكثير من القصائد عن الرثاء.

ومن أجمل قصائدها "حبذا حلية الطراز أتت" التي أرسلتها إلى الشاعرة المصرية عائشة عصمت تيمور، فعقبها مراسلات لطيفة بين الشاعرتين في الشعر والنثر متبادلتان المدح بينهما، إلى أن اجتمعتا عام 1899 قبل وفاة عائشة تيمور بثلاثة أعوام.

تضمنت القصيدة مجموعة من الكلمات المتناسقة بقافية واحدة، مدحت فيها الشاعرة وردة اليازجي زميلتها الشاعرة المصرية عائشة تيمور جمال شعرها ومفاهيمها ومنطقها، وأثنت عليها ووصفتها بأنها فخر للنساء بما قدمته من كتابات غنية بالمعاني الفريدة والمميزة.

 

تقول أبيات القصيدة:

حبّذا حلية الطرازِ أتت من                 مصرَ تزهو باللؤلؤ المنظومِ

حليةَ للعقول لا حليةَ الوشيِ               وكنزُ المنطوق والمفهومِ

أنشأتهُ كريمةَ من ذوات الـ               مجد والفخر فرغُ أصلٍ كريمِ

شمسُ علمٍ تأتي القصائدُ منها            سائراتٍ في الأفق سيرَ النجومِ

كل بيتٍ بكلّ معنىً بديعِ                   ما على السكر فيهِ من تحريمِ

قد أعاد الزمانُ عائشة فيها               فعاشت آثارُ علمٍ قديمِ

هام قلبي على السماع وأمسى            ذكرُها لّذتي وفيه نعيمي

هي فخر النساءِ بل درّةٌ في               جيد ذا العصر زينت بالعلومِ

فأدام المولى لها كل عزٍ                   ما بدا الصبح بعد ليلٍ بهيمٍ