قصيدة "في درب العمر" فدوى طوقان
إحدى قصائد الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، لُقبت بشاعرة فلسطين حيث مثّل شعرها أساساً قوياً للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع
.
اقتحمت فدوى طوقان مضمار الأدب النسوي، بجرأةٍ مدهشة في مجتمعٍ ذكوريٍّ محافظ، ولم تأبه لشيء بل كانت المتفردة والأكثر اندفاعاً وبوحاً.
تعكس فدوى في قصائدها مشكلة القلق النفسي والضياع الذي يعاني منه الجيل الصاعد المؤمن بالحرية، وتوجهت نحو الطبيعة هرباً من الواقع، كما جسدت الفتاة العربية في ظل التقاليد والعادات التي تحكم المجتمع، فكانت إحدى الفتيات اللاتي منعن من إكمال تعليمهن ومن تسليط الضوء على مواهبهن الأدبية، ومن المشاركة في الحياة العامة للشعراء والمثقفين، وترك كلّ ذلك بصمةً صارخة في أشعارها، ودعت في كثير من قصائدها إلى تحرر المرأة ومنحها الحرية والاحترام لمواهبها وعدم تكبيل على إبداعها، فكانت فدوى طوقان محط تقدير وإبداع نظيراتها من الأديبات اللاتي شاركنها ذات الفكر.
كرست فدوى طوقان حياتها للشعر والأدب حيث أصدرت العديد من الدواوين والمؤلفات، وشغلت عدة مناصب جامعية، وكانت محور الكثير من الدراسات الأدبية العربية، إضافة إلى ذلك فقد حصلت على العديد من الأوسمة والجوائز خلال مسيرتها الأدبية.
أما قصيدة "في درب العمر"، ناشدت فدوى طوقان درب العمر، تنثر بذور المحبة على أرض فؤادها المعذب، تأمل أن يثمر الحب، ويغرق أبناء البشرية فيه، وتمضي دون أن تحصد في طريقها سوى الأشواق شعوراً، وترثي رصيدها الشحيح من العلاقات الحقيقة في محيط الأصدقاء، أن جلّ ما كانت تؤمن به غدا وهماً، يمزق ثنايا روحها بوحدةٍ قاتلة، فتقول:
تقول أبيات القصيدة:
أتيت درب العمر مع قلبي أغرس زهر الحب في الدرب
ليغمر الصحب بعطر الهوى فينعموا في فيئه الرطب
فبعثروا زهري بأقدامهم ووطأوه في الثرى الجدب!
وارتجّ قلبي خلف صدري أسى ولجّ في دقّ وفي وثب
فقلت: في أهلي وفي أخوتي غنىّ عن الناسّ، عن الصحب
وخلتني ملأت منهم يدي وخلتهم قد ملأوا قلبي
فلم يطل وهمي حتى هوى خنجرهم وغاص في جنبي!
وسرت مع قلبي وحيدين...لا شيء سوى الأشواك في الدرب