قصيدة "بغداد أنت" للميعة عباس عمارة

لميعة عباس عمارة من أبرز الشاعرات العراقيات التي رافقت شعراء الحداثة الشعرية العراقية، ولدت عام 1929في بغداد، وتوفيت في عام2021

.
كتبت العديد من القصائد ونشرتها، وكانت أول قصيدة لها في عام 1944 وهي لم تتجاوز 15 عاماً من العمر
فباتت أيقونة من أيقونات الشعر العراقي الحديث، احتلت مكانة في خارطة الشعر العربي الحديث كإحدى أهم الشخصيات الشعرية النسوية حيث اتسم شعرها بالجرأة والرومنسية.
أصدرت العديد من الدواوين الشعرية منها " الزاوية الخالية، وعودة الربيع، وأغاني عشتار، ويسمونه الحب".
 وكتمت أسرار الغربة في أعماقها وهي تبكي حنيناً لمدينتها بغداد التي غادرتها لتذوق معاناة الغربة في أمريكا.
حلمت ورسمت في مخيلتها شوارع وأنهار الوطن لتغلغل همساتها في كلمات قصائدها غارقة بأحاسيس الغربة والحنين، في قصيدة " بغداد أنت ".
تقول أبيات القصيدة:
أقولُ سأهجر كل العراق ولستُ بأولِ صب هجَرْ
فيهتفُ بي هاجسٌ لا يُرد... مكانكِ، إن المنايا عِبَرْ
هنا تُقتلين... هنا تُدفنين، أما السري فمنايا أًخرْ
وتعصفُ بغدادَ في جانحي... أعاصيرُ من ولهٍ لا تذَرْ
وبغداد قيثارتي البابلية... قلبي وهُدْبي عليها وَتَرْ
لها في فمي سحرُ كُهانها وآثارُ ما قبلوا علها حجَرْ
وما رصدوا كوكباً وكوكباً وما ميزوا الكونَ خيراً وشَرْ
تراثٌ ترمّخ بالطيّيبات وبالمجد منها إلي انحدَرْ
وبغدادُ أنت، إذا شط بي مزار لواني إليها القدَرْ
حصادُ المروءاتِ من بدرها وريقٌ أنيقٌ رهيفُ الصورْ