قصيدة "أنتَ الهدى" للشاعرة رباب الكاظمي
الشاعرة والأديبة والطبيبة العراقية رباب الكاظمي، ولدت عام 1918 وتوفيت عام 1998، كاتبة قصائد وطنية قوية واتسم شعرها بالقوة والجزالة في ألفاظه
.
عاشت حياة غير مستقرة تنقلت من بلد لآخر بعد وفاة والدتها التونسية وهي في العاشرة من عمرها، ومن ثم توفي والدها عراقي الجنسية عند بلوغها السابعة عشر، لتعيش حياتها متنقلة بين القاهرة حيث كانت تدرس الطب من نفقة وزارة المعارف العراقية.
وسافرت إلى باريس ومن ثم إلى أمريكا حيث نالت شهادة عليا في مجال طب الأسنان، لتعود إلى وطنها العراق في عام 1955، ولكنها استقرت في لندن حتى توفيت هناك.
فكان شعرها يتسم بقوة وجزالة ألفاظه فيما كانت أغلب قصائدها وطنية، وكانت تنشر كتاباتها في الصحف المصرية ومنها صحيفة (الأهرام، كوكب الشرق، المساء) باللغات التي اتقنتها (العربية والإنكليزية والفرنسية والروسية).
ويعود تاريخ قصائدها إلى عام 1935، والتي جمعها الكاتب عبد الرحيم محمد في كتاب عنوانه "رباب الكاظمي" الذي طبع في النجف عام 1969.
وكانت أشعارها تتجاوب مع مجريات الحياة في مصر والمناسبات الوطنية والسياسية في ذاك الوقت، فكانت قصيدتها "أنت الهدى" معبرةً عن ذلك ومتسمةً بقوة اللفظ وإحكام المعنى وجلالة التصوير.
وتقول أبيات القصيدة:
علمُ الجهادِ عليكَ ممتدُّ
بندٌ يرفُّ بجنبهِ بندُ
وشموسُه في الكونِ مشرقةٌ
يبدو سناها أينما تبدو
أنتَ الهُدى إمّا دنا ونأى
أنتَ الجلالُ يروحُ أو يغد
فجمالُك ماله شبيهٌ
وجلالُ قدركَ ماله حدّ
والأفقُ لا برقٌ ولا رعد