قصيدة "امرأة من الطباشير"
للشاعرة السورية سنية صالح التي ولدت في حماة عام 1935 وتوفيت في باريس عام 1985 بعد صراع مع مرض السرطان، وكانت أجمل قصائدها "امرأة من الطباشير" تعبر فيها عن فقد الأمل من جسد تحكمه الخسارة
.
في تسعينيات القرن الماضي توارى ظهور الشاعرات الرائدات في سوريا من بينهن سنية صالح التي جسدت آلامها الشخصية وذاتها الجريحة وأحلامها المنكسرة بصمت وعزلة ضمن أبيات قصائدها، كما كان حضور الطبيعة كثيف في شعرها شتاءً وخريفاً وريحاً وليلاً مما جعل قصائدها النثرية مميزةً عن غيرها.
نالت العديد من الجوائز في مسيرتها منها جائزة "جريدة النهار" لأحسن قصيدة حديثة عام1961 وجائزة مجلة "حواء" للقصة القصيرة عام 1964وجائزة مجلة "الحسناء" للشعر عام 1967.
وكان صدور أعمالها كاملةً في دمشق ضمن (منشورات وزارة الثقافة) حدثاً استثنائياً لم يسبقها إليه أحد، فيما كان ديوانها الأول بعنوان "الزمان الضيق" عام 1964 جسدت أبياته عبور النار واشتعال الجسد والعقل والمخيلة، لتصور قصة المغدورين وصيحات انتهت بين المباضع وأسرة المشافي.
ويحمل ديوانها الثاني عنوان "حبر الإعدام" الذي صدر عام 1970 وكان صرخة ألم ورسالة لتقليب الهويات على المشاهد الإنسانية المسحوقة، وكان ديوانها الأخير الذي كتبته بين باريس ودمشق خلال رحلتها مع المرض وعنونته بـ "ذكر الورد" الذي صدر بعد وفاتها عام 1988 وكان من ضمنه قصيدة "امرأة من الطباشير" التي عبرت فيها عن فقدها للأمل ونشوة الحب ومعاناتها مع المرض، وكيف يدخل الربيع والحب إلى جسد تحكمه الخسارة؟
وتقول أبيات القصيدة:
امرأة من الطباشير
تعانق عُشّاقاً من الرمال
دون أن تطلب فواتير الخسائر
ولا إيصالات بالآلام والأحزان
تعبر العواصف
تدخل القاطرات المسرعة
تخوض جوف الرغبة
بصلابة المقهورين وجشع المحرومين
ولُهاثها ينطلق كالدخان
من الشرايين والأزقّة
ومثل لصوصٍ مذعورين
تُفرغُ حمولتها من الأحلام والرغبات