قصيدة "الطاحونة"
طاحونة الأيام تدور بنا تطحننا في رحاها والأجساد بينها متعبة ومنهكة من الضغوط والظروف والفساد كلمات معبرة عن واقع الحال بقلم الكاتبة العراقية باكزه أمين خالي.
الشاعرة العراقية باكزه أمين خالي (1936ـ 2003) تلقت تعليمها في بغداد إلى أن التحقت بالمدرسة الثانوية في مدينة كركوك من ثم تأهلت للالتحاق بكلية الآداب في جامعة بغداد، وهناك حصلت على ليسانس في الآداب من قسم اللغة العربية، كما أنها حصلت على الدبلوم العالي في تنمية المجتمع من مصر.
شاركت في الكثير من المعارك والتظاهرات الوطنية وتعرضت للاعتقال والمحاكمة، فيما اكتسبت الجنسية المصرية بالزواج وعاشت في مصر وانجبت أربع أبناء.
ولم تكتفي بذلك بل شاركت أيضاً في عدة مؤتمرات في دول مختلفة منها مؤتمر الشباب الأسيوي الأفريقي ـ القاهرة، مؤتمر تنمية المجتمع ـ بيروت، مؤتمر الاتحاد النسائي العربي ـ القاهرة، مؤتمر القوى الشعبية العربية ـ بغداد.
ومن الجانب الأدبي حصلت عام 2002 على وسام الماجدة للإبداع الشعري من الاتحاد النسائي العراقي خلال مؤتمر القوى الشعبية العربية، ونشرت أعمالها في الصحف العراقية والكويتية والأهرام المصرية.
ومن قصائدها المميزة "الطاحونة" التي شبهت فيها الأيام والمصاعب والظروف القاسية التي يعيشها الإنسان بالطاحونة التي تطحنه بين رحاها كالقمح، وتمضي الأيام التي تتشابه فأمس نفسه اليوم وهو غداً أيضاً، والفساد ينمو يوماً بعد يوم ممتداً إلى اللانهاية.
تقول أبيات القصيدة:
يوم يسير
وكذا غدٌ وبعده نفس المصير
طاحونة أيامنا كأنها رحى تدور
أجسامنا ما بينها مناخل
دماؤنا منها تسيل
يا ويحه... فراشنا
ما باله... يشمخ مرفوع الجبين
كأنه طفل غرير
وكيف لا... مكانه باب الوزير
يطرب حين يسمع الصوت الوتير
يا شرفاً يمنحه صك العبور
يا شرفاً به يري المكتب والكرسي
والفراش الوثير