قصيدة "الصخرة"
تعتبر قصيدة الصخرة للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان (1917ـ 2003) من قصائدها المميزة التي عبرت فيه عن الألم والحزن الذي في داخلها كصخرة كبيرة لا تتحرك
تعتبر قصيدة الصخرة للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان (1917ـ 2003) من قصائدها المميزة التي عبرت فيه عن الألم والحزن الذي في داخلها كصخرة كبيرة لا تتحرك.
ويتميز شعرها بالمتانة اللغوية والأسلوب الغنائي مع ميل للسردية بطاقة عاطفية مذهلة، وكانت أشعارها الذاتية غارقة في السوداوية والتلاشي والاغتراب كما أن عناوين دواوينها (وحدي مع الأيام، أعطنا حباً، أمام الباب المغلق، على قمة الدنيا وحيداً) كانت عاكسة لحياتها ولنفسيتها المحطمة، وفي قصيدتها "الصخرة" حملت صخرة سوداء فوق صدرها معلنة انكسارها.
خاطبت الشاعرة في قصيدتها شخصاً مجهولاً طلبت منه النظر إلى صخرة سوداء وضعت على صدرها التي تمثل الألم والأحزان التي ساقتها لها الأقدار، وتتخيل نفسها شجرة وهذه الصخرة تسحق ثمارها وأزهارها.
كما أنها بينت يأسها من إمكانية التخلص من هذه الصخرة بعد محاولات عدة باءت بالفشل ولكن دون فائدة، واسترجعت ذكرياتها القديمة التي عاشتها في شبابها حينما كانت تلهو وتلعب وتغني لكن لم تدوم تلك السعادة التي سرقت منها بسبب النكبة والمجتمع الذكوري الذي نشأت فيه حالها حال أي امرأة فلسطينية مقموعة مهيضة الجناح.
تقول أبيات القصيدة:
أنظر هنا
الصخرة السوداء شدّت فوق صدري
بسلاسل القدر العتيّ
بسلاسل الزمن الغبيّ
أنظر إليها كيف تطحن تحتها
ثمري وزهري
نحتت مع الأيام ذاتي
سحقت مع الدنيا حياتي
دعني فلن نقوى عليها
لن تفكّ قيود أسري
سأظل وحدي
في انطواء
ما دام سجّاني القضاء