قصيدة "الصفحة البيضاء"
عمق العلاقة بين الشاعرة السورية فرات إسبر والشعر وضحته في قصيدتها "الصفحة البيضاء" من ديوانها "مثل الماء لا يمكن كسرها".
كان الشعر بالنسبة لها موهبة وليس وراثة رغم أن معظم أفراد عائلتها من الكتاب والشعراء، أنها الشاعرة السورية فرات إسبر، التي اتخذت من الشعر صديقاً لوحدتها في غربتها بنيوزلندا.
كان شعرها بمثابة مواساة للمرأة تحاول أن تخفف عنها آلامها ومآسيها والتفاؤل بمستقبل أجمل، صدر لها أربع دواوين شعرية (مثل الماء لا يمكن كسرها عام 2004، وخدعة الغامض عام 2006، زهرة الجبال العارية عام 2009، بالإضافة إلى ديوان نزهة بين السماء والأرض عام 2011).
شبهت الشاعرة روحها بالصحراء بدون الشعر، لذلك كانت دائماً تسعى لتغذيتها بالأدب والشعر مرتبةً أفكارها وتخيلاتها بطريقة لافتة.
قصيدة "الصفحة البيضاء" من أجمل قصائد ديوان "مثل الماء لا يمكن كسرها" الذي صدر عام 2004، يمكن ملاحظة أن علاقة الشاعرة فرات إسبر بالشعر علاقة عميقة، حيث أنها شبهت في إحدى قصائدها، الأحرف بمثابة أبنائها وأنها أم لها تعطيها من حنانها حين تجمعها ببضع كلمات جميلة بين السطور، أما في قصيدتها "الصفحة البيضاء" فهي تجسد علاقتها بالصفحة البيضاء التي تشتاق إليها بين تارة وأخرى إذا ما انشغلت بشيء ما أبعدها عن الشعر.
تقول أبيات القصيدة:
الصفحة البيضاء في الدفتر
وحيدة
طارت إليّ
حطت بقربي غنت لي مشتاقة لك
أما من حنين لديك؟
بياض الزمن اصفرار الزمن على جبينيّ
ها أنا الآن بين يديك اكتبيني