قصيدة "النساء الفراشات"

النساء كالفراشات الملونة رقيقات ولطيفات لكنهن يصبحن عنيفات وقويات للحصول على حقوقهن المسلوبة، هكذا صورتهن الشاعرة أمينة زريق في قصيدتها.

أمينة زريق كاتبة وشاعرة تونسية امتازت بجرأتها ومخالفتها للمعتاد، حاصلة على الأستاذية في اللغة والآداب الإنكليزية.

عاشت فترة من حياتها في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الخليج العربي، إلا أنها عادت إلى بلدها وبدأت في أدارة بعض الأعمال الحرة إلى جانب كتابتها للشعر والرواية.

بدأت بالكتابة في سن مبكرة نظراً لأنها نشئت في عائلة مثقفة ومحبة للقراءة إضافةً إلى أن والدها شاعر وأختها ناقدة، صدر لها سبعة دواوين شعرية باللغة العربية الفصحى واللهجة العامية، كان أولها عام 2007 وحمل عنوان "ألوان رغاوي البيرة الساقعة" وهو أول ديوان طبع وثالث ديوان كانت قد كتبته، فيما نالت جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة "الكومار" للرواية التونسية عام 2017.

خلفت أمينة زريق بصمة مميزة من خلال قصائدها الجريئة التي انتقدت فيها الفكر الذكوري ووضع المرأة في المجتمع الشرقي.

وفي عام 2019 صدر أخر ديوان شعري لها بعنوان "بنات الألم" الذي لاقى الكثير من النقد والمعارضة من بعض الأشخاص المنغلقين فكرياً، حيث أنها ناقشت فيه قضايا الإنسان عامةً والمرأة خاصةً ووضحت المفاهيم الخاطئة للتفسيرات الدينية وتأثيراتها على المرأة.

صور في قصيدها "النساء الفراشات" من ضمن ديوان "بنات الألم" حقيقة المرأة الحرة المستقلة التي شبهتها بالفراشة الملونة، فالمرأة مهما كانت قوية وجريئة ومستقلة ويستطيع الرجل اللجوء إليها، إلا أنها تبقى رقيقة الروح كالفراشة.

المرأة قوية وحازمة وشرسة عندما تطالب بحقها وتحارب لأجله، لكنها رقيقة ولطيفة وحنونا في طبيعتها التي خلقت فيها، هكذا صورتها الشاعرة أمينة رزق.

تقول أبيات القصيدة:

النساء الفراشات

يتمتعن بخفة الأرواح، والذكاء الفطري

وحدس يمثل خطراً كبيراً على رجال مقهورين

رجال ينامون في حمى ذلك الجناح الرقيق

ويهابونه

ويدركون كل الحسابات المنطقية لخبرة النساء الفراشات

وعند المحك

يفرون بقسوة الفرار من أسد

لا من فراشات ملونات الأرواح، والأجنحة

هؤلاء النسوة الفراشات

يفزن بالاتساق الذاتي

والوحدة الأبدية