قصيدة "المشاءون"

الأقدار والمشيئات تحكم البشر، فهنالك من يخلق وكل شيء متاح له، هناك من يعيش حياتها كلها بحثاً عن الحياة، هذا ما جسدتها الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت في قصيدتها.

فاطمة ناعوت شاعرة وصحفية ومهندسة وكاتبة مصرية، ولدت عام 1964في مصر، تخرجت من كلية الهندسة عام 1987متخصصة في الهندسة المعمارية.

كتبت الشعر ببراعة ولها العديد من الدواوين الشعرية باللغتين العربية والإنكليزية، وكان لتعلقها بالأدب والشعر الفضل الكبير في تشجيعها لتقوم بترجمة العديد من الروايات العالمية لأهم الأدباء في العالم.

واشتهرت كتاباتها بدعم المرأة والمطالبة بحقوق الحيوان في مصر، وكان لها الكثير من الأعمال البارزة حيث نشرة العديد من المقالات والقصائد داخل وخارج مصر، وقامت بترجمة قصائدها إلى لغات أخرى، كما اختارتها مكتبة الشعر الإسكتلندية كعضو فيها من بين أهم أسماء الشعراء العرب.

ولها حتى الآن 19 كتاب من تأليفها، كما أنها حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة المركز الأول في مسابقة الشعر العربي في هونغ كونغ لعام 2006، وذلك عن ديوانها الخامس الذي حمل عنوان "قارورة صمغ" والذي تمت ترجمته فيما بعد إلى اللغتين الإنكليزية والصينية، كما أنها مثلت مصر في الكثير من المهرجانات، وكانت عضوة في جمعيات ونقابات عديدة.

من أجمل أشعارها قصيدتها النثرية "المشاءون" مقارنة بين المترفين الذين يتمتعون بكل سبل الرفاهية الموهوبة لهم، وبين الفقراء الذين يعيشون منتظرين الموت في كل يوم لينهي عذابهم وتعبهم في هذه الحياة.

تقول أبيات القصيدة:

المترفون

ذوو الأقدام

لا ملح في معاطفهم

ولا قذى

يسحب الرؤية إلى الورق

هناك

حيث الشجر يختلط بالظلام

ينسى الرب أمتعته

داخل الكهف

فيأتي العابرون

يلتقطون الحياة ويمضون

بينما الفقراء

ذوو العكازات

والنظارات الطبية الموبوءة

ينتظرون الموت الذي

دائماً يتأخر