قصيدة "آه يا أبتِ"
حزن وألم وعتب على الموت الذي يأخذ كل عزيز، جسدته الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد في قصيدتها "آه يا أبتِ" التي رثت فيها والدها.
فروغ فرخزاد (1934 ـ 1967) تعتبر من أشهر الشاعرات الإيرانيات في الأدب الحديث، تلقت تعليمها إلى المرحلة الإعدادية ليقوم ولدها بتزويجها إلى أحد أقاربها قبل أن تتم السادسة عشر من عمرها، لكن تم الانفصال بعد عامين.
تعرضت للكثير من الضغوط بعد انفصالها لأنها في مجتمع أبوي ناكر لحقوق المرأة وخاصةُ في تقرير مصيرها، كانت تفرغ ما في خاطرها بكتابة بعض القصائد إلى أن نشرت أول ديوان لها عام 1955 والذي حمل عنوان "الأسير" مما أثار الجدل والانتباه لما حمله من أفكار نسوية جدلية، أما ديوانها "ميلاد جديد" الذي صدر عام 1963 كان علامة فارقة في تاريخ الشعر الإيراني الحديث.
فيما ترجمت أعمالها إلى عدة لغات منها (العربية، الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الكردية، الروسية، التركية).
دعت الشاعرة فروغ فرخزاد من خلال كتاباتها إلى الاعتراف بإمكانيات المرأة التي تتجاوز أدوارها التقليدية في الحياة التي رسمتها لها العادات والتقاليد الخاطئة.
كتبت قصيدتها "آه يا أبتِ" ترثي فيها والدها وهو الرجل الوحيد الذي كتبت عنه في قصائدها، جسدت حزنها وألمها على رحيل والدها، حيث شبهت الموت بالفأس وشبهت حياتها بالشجرة التي قطعها الفأس حين أخذ والدها منها.
تقول أبيات القصيدة:
آه يا أبتِ! وجه فأس الموت ضربته المميتة
وبالفأس ذاتها قُطعت شجرةُ حياتي
كان اسمك يوسف... وقد سلموه للذئب
كان الموت هو ذئبك... آه يا يوسفي الكنعاني!
قمراً كنتَ في قبة الثقافات الزرقاء
الأرض الآن هي مسكنك
والقبر سجنك... آه يا قمري المسجون!
باغتني القدر السارق على حين غرّة
سرقك بغتةً، ويسخرُ الآن بمكرٍ من جهلي