قصيدة "أفكر في الأمر وفي الوقت نفسه أعلم"
شبهت الشاعرة في قصيدتها نفسها بالعصفورة الأسيرة في قفص الزوجية الذي فرض عليها وهي في سنٍ مبكرة.
فروغ فرخزاد (1934ـ 1967) شاعرة إيرانية متمردة على ذاتها وعلى المجتمع، تعتبر من أشهر الشاعرات الإيرانيات في الأدب الحديث.
بحكم العادات والتقاليد البالية لم تستطع إكمال دراستها لأن عائلتها قامت بتزويجها وهي في سن السادسة عشر، لتصبح أم بعد عام.
لم تكن فروغ فرخزاد راضيةً عن الحياة التي اجبرت عليها، حاولت ملئ وقتها بتعلم مهنة الخياطة وأخذ دروس في الرسم وممارسة هوايتها المفضلة في كتابة الشعر.
بعد عامين من الزواج لجأت للطلاق وذلك لفشل محاولاتها في تقبل الواقع الذي فرض عليها، وبعد نيلها لحريتها، أصدرت أول ديوان شعري في عام 1955 تحت عنوان "الأسيرة" والذي ضم أربع وأربعين قصيدة، تتحدث فيها عن الإحباط واليأس الذي كانت تعيشه في فترة زواجها.
وتميز شعرها في تلك الفترة باختلافه عن التقاليد الإيرانية الشعرية، ومن قصائدها المميزة من مجموعتها الشعرية "الأسيرة" والتي حملت عنوان "أفكر في الأمر وفي الوقت نفسه أعلم" صورت فيها حالتها وهي تبحث عن ذاتها الضائعة بين واجبات الزوجة والأم التي أبعدتها عن الأدب والشعر، لتشبه فيها نفسها بالأسيرة بين قضبان قفص الزوجية، كلما أرادت الهرب منه ونيل الحرية أخمدت عيني طفلها نار ثورتها على واقع أجبرت على عيشه.
كتبت الشاعرة هذه القصيدة مجسدةً يأسها وحزنها في واقع فرض عليها ولم تستطع التأقلم معه فشعرت وكأنها أسيرة قبل حصولها على حريتها فيما بعد.