قصيدة "عاد الربيع"

للشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة المهاجرة قسراً من وطنها الحي في شعرها المسكون بالوجع والحنين والذي عبرت عنه في قصيدتها "عاد الربيع" من ديوان "عودة الربيع" الذي كتبتها عام 1963

.
ولدت الشاعرة في العراق عام 1929، وتوفيت في أمريكا عام 2021 كانت من رواد الشعر العربي الحديث، بدأت في كتابة الشعر منذ أن كانت في الثانية عشر من عمرها، أجادت في كتابة الشعر الفصيح والشعر الشعبي العراقي، ونشرت أول قصيدة لها في "مجلة السمير" وهي في الرابعة عشر من عمرها.
وكانت عضو في الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد بين عامي (1963ـ 1975)، وعضو في الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد، ومديرة الثقافة والفنون في الجامعة التكنولوجية في بغداد ونائب للممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس. 
فيما حصلت على وسام الأرز تكريماً من الدولة اللبنانية لمكانتها الأدبية، وحصلت على إجازة دار المعلمين العالية عام 1950 وعينت معلمة فيها. 
وكانت قصيدتها "عاد الربيع" تعبيراً عن مشاعرها في الغربة، وعما يجول بخاطرها من حنين وشوق وحزن ومعاناة، وكذلك أحلامها التي لم تعد سوى خيوط دخان ترتفع إلى السماء وتتلاشى من ذاتها المعذبة، مصورةً الماضي الذي يحمل في طياته ذكريات أصبحت سراباً لا وجود له، معبرةً أن الغربة حالة مادية والاغتراب حالة روحية.
تقول أبيات القصيدة:
عاد الربيع...
وانت لم تعد
يا حرقة تقتات من كبدي
عاد الربيع فألف وأسفي
ألا تحس به... إلى الابد
أنساك! كيف؟ وألف تذكرة
في بيتنا ترى على خلد
هذا مكانك في حديقتنا
متشوقا لطرائف جدد
كم قد سهرنا والحديث ند
وعلى ذراعك كم غفا ولدي
وتهيب أمي شبه غاضبة
"برد الهواء، فأكملوا بغد"
تخشى عليك وكلها وله
أن تستمر وان تقول زد