قصيدة "أباح الدمع أسراري بوادي"

للشاعرة الأندلسية حمدة بنت زياد المؤدب، كان والدها معلماً (مؤدباً) لذلك لقبت بابنة المؤدب نسبة إلى والدها، وكانت أشهر شاعرة وعالمة في عصرها روت عن العلماء ورووا عنها

.
عاشت في عصر ملوك الطوائف في القرن الثاني عشر وهي ابنه لأسرة مثقفة وغنية أنجبت البنات دون البنين، كما أنها اشتهرت كإحدى النساء اللواتي لقبن بشاعرات المغاربة ولقبت أيضاً بخنساء المغرب لأنها قالت شعراً في الرثاء وكانت من المجيدة فيه ولقبت بشاعرة الأندلس أيضاً.
وعرف عنها أنها أديبة نبيلة وشاعرة ذات جمال ومال والعفاف، ولم يعرف عنها أي لون من ألوان الانحراف أو الميل بل كانت عفة رغم غزلها، ومتصوفة رغم إسهامها في قول التشبيب. 
وفي يوم خرجت حمدة بنت المؤدب للوادي مع صّبية، فلما نضت عنها ثيابها بفعل الرياح وكُشفت قالت هذه القصيدة.
تقول أبياتها:
أباح الدمع أسراري بوادي            له للحسن آثار بوادي 
فمن نهر يطوف بكل روض          ومن روض يرف بكل وادي
ومن بين الظباء مهاة إنس             لها لبي وقد ملكت فؤادي
لها لحظ ترقده لأمر                   وذاك الأمر يمنعني رقادي 
إذا سدلت ذوائبها عليها               رأيت البدر في جنح الدآدي
كأن الصبح مات له شقيق            فمن حزن تسربل في الحداد