"قلب الأم" مسرحية تُجسد مقاومة المرأة في جبال الحرية

أكدت المناضلة أمينة أرجياس في مسرحية "قلب الأم" أن المرأة كانت دائماً في قلب المقاومة، وأن الجبال بقيت رمزاً للشرف والحرية حيث تواصل أزهار الحرية النمو على الرغم من كل محاولات الطمس والدمار.

مركز الأخبار ـ صورة واحدة تكفي أحياناً لتروي حكاية كاملة تنبض بذكريات الماضي، وتستحضر الذاكرة الجماعية لهذه الجبال الصامدة كأنها نظرة ثاقبة من عيون المقاتلين، رجالاً ونساءً يحدقون بشغف نحو مسرح صغير نصب في قلب الصخور، حيث تصدح الأرض العريقة بنداءها إلى العالم.

هناك، في عمق المشهد، تلوح مغامرة لقاء امرأة مبدعة، تنهض من رماد أرض أحرقت، دٌمرت، ثم أعادت بناء ذاتها مراراً وتكراراً، صوتها ينساب كهمس مقاوم يوقظ فيهم الشغف ويعيد إليهم الايمان بأن الفن يمكن أن يكون فعلاً من أفعال الحياة بل أفعال النجاة.

"قلب الأم" ليست مجرد مسرحية، بل مرآة لذاكرة أجسادٍ ناضلت، وكلماتٍ تشبّعت بالحرية، وذكرياتٍ لا تزال تنبض في وجدان المقاتلين، وفي هذا العمل جسدت المناضلة الثورية أمينة أرجياس دور الأم، فكانت صوتاً للأرض، وحنيناً للمحبة الأولى، قالت ذات يوم "كان الحب قداسة، كان خلقاً ومشاركة لم تكن الأنانية قد وطأت الأرض بعد، ولم يكن الحب ظلاماً ولا أعمى العيون".

التاريخ كائن حي نابض، حتى حين يعيد نفسه، لا يكف عن محاولة إبقاء الذاكرة حية وعن استحضار الجذور، كأمواج لا تهدأ، في قلب هذا التاريخ العريق تتجلّى المرأة ومعها تتجسد معاني الحياة، وتنبثق من إرثها الذي أطاحت به عصور الآلهة، قيم وتجارب نسائية أقصيت طويلاً، رحلة طويلة ومؤلمة تخوضها المرأة، من خلال صوت مقاتلة في عرض مسرحي، تصرخ، تطالب، وتُحاسب.

وأكدت أمينة أرجياس إن "النساء لم تقلبن بذلك كان هناك دائماً مقاومة خفية في تراب أرضي" فمن لم يدرك قيود عبوديته، لا يمكنه أن يخطو نحو الحرية، ومن لا يعرف ما فقده، لن يستطيع أن يبدأ من جديد، ولن يخلق شيئاً جديداً.

واختتمت شخصية الأم في مسرحية "قلب الأم" حديثها قائلة إن "هذه الجبال تثور حتى على السماء وتكون أول من تلتقيه الشمس عند الشروق وآخر من تودّعه عند الغروب، على مر التاريخ كانت هذه الجبال حماة الشرف، ولم تسمح يوماً لأي خائن بالعبور بحرية إلى أرضها، إن أزهار الحرية لا تزال تنبت في تلك الجبال".