مذكرات غربتلي أرسوز تعكس جمال روحها

"أريد أن يكون كل شيء جميلاً. ارتباطي بالثورة، حبي لكردستان، قيمنا المقدسة، نقية مثل قسمي للشهداء. كل شيء جميل يجب أن يكون هو الأساس بالنسبة لنا، يجب أن تكون المياه الصافية التي تتدفق مثل السماء الزرقاء" هذا ما قالته غربتلي أرسوز في يومياتها.

مركز الأخبار ـ أكدت الصحفية غربتلي أرسوز على أنه من المهم أن تتحلى دائماً بالعاطفة والأمل "بالنسبة لي، مثلما تجدد الطبيعة نفسها كل يوم، أجدد نفسي أيضاً كل يوم. الشيء المهم هو أن الرغبة موجودة دائماً، وهذا الأمل والشغف لا ينتهي".

تقول الصحفية غربتلي أرسوز في كتابها "يوميات غربتلي أرسوز... نقشت قلبي على الجبال"، أن "الكتابة على ضوء النار في الليل شيء مختلف. الصوت الذي يصدر من اللهب، صوت الماء القادم ببطء من مسافة بعيدة، يضيف نغمة أخرى إلى صمت الليل. أنا فقط أسمع كيف يصدر الصوت من لهب النار، وكيف تتغير نغمات الألوان عندما يضاء اللهب بالكامل. استمع إلى صوت رودريغو من الراديو الصغير. بسبب مشاهدة ألسنة اللهب، تبدو درجات الألوان مختلفة تماماً".

وأضافت "في مكاننا يمكننا إشعال النار في الليل، فهناك الكثير من الحطب. تم إرسال المرضى ذوي الحالات الحرجة الذين لا يستطيعون المشي إلى مكان آخر. أولئك الذين يستطيعون المشي بقوا هنا. سنعود على الأرجح إلى زاب غداً".

وعن مرضها تقول "الحمى أنهكتني وأصاب بالمرض كل يومين وهي أشد خطورة. لا يوجد حتى الآن علاج. لقد فقدت قواي بسبب المرض. أخشى أن تظهر معي الأعراض السابقة لمرض الكبد مرة أخرى. تتلون عيناي باللون الأصفر. هذا المرض يجعلني أشعر بالسوء. أخشى ألا أكون قادرة على خوض الحرب بسبب هذا المرض. يجب أن أعتني بنفسي، وأتناول الطعام لأتحسن".

 

"نحن الكردستانيين أصبح لدينا محطة إذاعية"

وعن المحطة الإذاعية تقول "اليوم يوم تاريخي. في 20 تشرين الأول 1995 أصبح لدينا نحن الكردستانيين محطة إذاعية. حديث أطلقت MED-Radyo وصوت ميديا البث بشكل تجريبي. تبث ثلاث ساعات في الصباح وثلاث ساعات بعد الظهر لمدة ست ساعات".

 

"يجب أن أجيب على أسئلة ماذا وكيف ولماذا"

وحول التناقضات التي كانت تعيشها توضح "حقيقة حربنا، حقيقة العدو في داخلنا، تحيرني. أفكر وأفكر كثيراً. كيف؟ وما هي السبل التي يجب أن تكون موجودة؟ لماذا الأمل والشغف ضعيفان جداً؟ لماذا لا يوجد بحث عن الجمال؟ من أين يأتي هذا الشغف بالحياة المرضية؟ لماذا لا يتم استنباط القوة والعزم من علو الجبال؟ لماذا لا تلهمنا الأنهار المتدفقة؟ لماذا لا نحب رفاقنا؟ ما هي الروح الرفاقية الوهمية؟ لماذا هناك حسابات وأمور صغيرة؟ لماذا لا يوجد حب؟ لماذا لا يوجد شغف بالحب؟ لماذا الحب المزيف؟ رأيت في مناقشة اليوم أنه في الآونة الأخيرة، بسبب مرضي، كنت مشغولة بنفسي أو اقتصر تواصلي مع عدد قليل من الأشخاص. وبسبب ذلك، لا يمكنني التفكير بوضوح، لقد تراجع مستوى ملاحظتي، وما كان ينبغي لي الوصول إلى مثل هذا الوضع. هذه بداية الارتباط بالأشياء الموجودة. عليّ أن أنظر إلى الحرب من نواحٍ عديدة، من النواحي السياسية والعسكرية والعديد من الجوانب الأخرى".

 

"مشاهدة شروق الشمس من جبال شرفدين"

دائماً ما كانت تحلم غربتلي أرسوز برؤية شروق الشمس من بين الجبال وهو ما عبرت عنه في كتابها "لسنوات حلمت برؤية شروق الشمس. الآن أنا أشاهد شروق الشمس من بين الجبال. تلك الشمس التي تعلو وترتفع من بين الجبال، يتغير لونها تدريجياً من اللون الوردي إلى الأحمر. إن مشاهدة شروق الشمس بعد اختفاء النجوم أمر جميل للغاية ولا يمكنك وصفه. على الجانب الغربي يبدأ الضوء بالانبلاج من قمم الجبال. منظر الطيور، والأشجار التي يسقط عليها الضوء مرئي بالكامل، وانعكاس الصخور هي أجمل الأشياء. حلمي ما زال أن أشاهد شروق الشمس من جبال شرفدين وأعتقد أنني سأرى تلك الأيام".

وأضافت "مع ارتفاع الشمس، تدفئنا أشعتها، لذلك لم نعد نشغل النيران. قد يقولون من أين جاء كل هذا الشغف بشروق الشمس. بالنسبة لي، مثلما تجدد الطبيعة نفسها كل يوم، أجدد نفسي أيضاً كل يوم. قد لا نكون قادرين على الاستجابة الكاملة لهذا التجديد في حياتنا اليومية، ولكن الشيء المهم هو أن هذه الرغبة موجودة دائماً، وهذا الأمل والشغف لا ينتهي. الآن، عندما أنظر حولي، أرى أن الأمر ليس كذلك. كأن الأيام والشهور والأعوام لا تعنيان شيئاً. الأيام مهمة بالنسبة لنا في هذه المرحلة حيث أصبحت الحرب صعبة".