ماري جاكسون... أول مهندسة أمريكية من أصل أفريقي ملقبة بـ "الكمبيوتر البشري"

ماري جاكسون، رياضية ومهندسة فضاء جوي وعالمة حاسوب من أصل أمريكي، أطلقت عليها وكالة ناسا في عام 2018 لقب "الكمبيوتر البشري".

مركز الأخبار ـ تميزت ماري جاكسون خلال فترة الحرب الباردة ببحوثها العلمية في مجال الفضاء، وكانت أول مهندسة سمراء البشرة التحقت بمركز لانغلي للبحوث التابعة للجنة الاستشارية للملاحة الجوية في هامبتون عام 1951.

ماري جاكسون، رياضية ومهندسة فضاء جوي وعالمة حاسوب من أصل أمريكي، نالت أعلى لقب من وكالة ناسا، لتصبح مديرة للبرنامج الفيدرالي النسائي ضمن برنامج الفرص المتكافئة لدى الوكالة، ومديرة لبرنامج العمل الإيجابي.

وعملت في مجتمع علماء الرياضيات ومهندسي الفضاء الوطني "ناسا"، والذي تحول لاحقاً إلى وكالة ناسا في عام 1958، كما عملت في مركز لانغلي للأبحاث في هامبتون فرجينيا خلال مسيرتها العلمية، وعملت بقسم الحاسوب للمنطقة الغربية من الوكالة، ودعمت النساء في الوكالة خاصة في مجالات الرياضيات والعلوم والهندسة.

ولدت العالمة ماري جاكسون في التاسع من نيسان/أبريل عام 1921، نشأت وترعرعت في هامبتون، فرجينيا، ضمن عائلة بسيطة مكونة من والدتها إيلا ووالدها فرانك ونستون. نالت درجة الامتياز من مدرسة "جورج فينيكس" لذوي البشرة السمراء، ثم حصلت على درجة البكالوريوس في الرياضيات وعلوم الفيزياء من جامعة هامبتون بولاية فرجينيا عام 1942، وتزوجت لاحقاً من ليفي جاكسون لتنجب منه طفلين وهما "ليفي جاكسون جونيور وكارولين ماري لويس".

 

باحثة في الرياضيات والحاسوب

كانت ماري جاكسون عضو في جمعية ألفا كابا ـ ألفا خلال سنوات دراستها الجامعية، وهي أول جمعية نسوية أسستها النساء الأمريكيات من أصل أفريقي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، كما عملت لأكثر من ثلاثين سنة كرئيسة لفرقة الفتيات وساعدت أطفال مجتمعها من الأصول الأفريقية في بناء قناة تهوية لاختبار سرعة الطائرات.

بدأت ماري جاكسون عملها بالإشراف على طلاب المدارس والجامعات الذي استمرت به طوال حياتها، وذلك بعد دراستها لمادة الرياضيات في مدرسة كالغرين كاونتي في مقاطعة كالفيرت المخصصة لأصحاب البشرة السمراء في ماريلاند، ففي ذاك الحين كانت المدارس ما تزال مقسمة في الجنوب بحسب الأعراق، لكنها عادت إلى هامبتون عام 1943، وعملت كمحاسبة في مركز المجتمع الكاثوليكي الوطني، بالإضافة إلى عملها كموظفة في الاستقبال وفي قسم الصحة ضمن مؤسسة هامبتون، لكنها عادت لمنزلها والعيش في كنف عائلتها، ثم عينت موظفة في مكتب القوات الميدانية في فورت ـ مونرو عام 1951.

في عام 1951، بدأت عملها كباحثة في الرياضيات والحاسوب في مركز أبحاث لانغلي في هامبتون فرجينيا، ثم عملت تحت قيادة دوروثي فوغان في قسم الحاسوب، كما عملت مع المهندس "كازيمير تشارنيكي" في مشروع "قناة التهوية الأسرع من الصوت"، التي استعملت قناة تهوية بقياس 4.4 قدم وقوة 60 ألف حصان أي 45.000 كيلو واط، واستخدمت لدراسة تصميم توليد الرياح بضعف سرعة الصوت.

وتولت مهامها كمهندسة في قسم أبحاث الانضغاط وقسم الأبحاث كاملة النطاق وقسم ديناميكية الهواء بالسرعة العليا وقسم ديناميكية الهواء فوق الصوتية ودون الصوتية.

 

البرامج والتجارب والتأليف

انضمت ماري لبرنامج في مدرسة هامبتون الثانوية مخصص لأصحاب البشرة البيضاء، الذي كان من المفترض عليها تقديم طلب لمجلس المدينة ليتم السماح لها بالانضمام للبرنامج، كما كانت بحاجة إلى الحصول على دورات على مستوى الدراسات العليا في الرياضيات والفيزياء للتأهل لهذا المنصب الذي عرض عليها من قبل برنامج "ليلي" من جامعة فرجينيا.

ساهمت ماري جاكسون في تأليف وكتابة 12 ورقة تقنية لوكالة ناسا، وشاركت في كتابة تقرير حول "تأثيرات زاوية الأنف ورقم ماحٍ على الانتقال إلى الأقمار في السرعات الفوق الصوتية"، كما قدمت النصائح والمساعدة للنساء والأقليات الأخرى للتقدم في عملهم والحصول على الترقيات، وحصلت على أعلى لقب في قسم الهندسة عام 1979.

كما عملت على إحداث تغيير لصالح النساء والأقليات في لانغلي بعد التدريب في مركز ناسا، لذلك قررت أن تعمل كمديرة لتقديم الفرص المتكافئة، والعمل بجد للتأثير على توظيف وتعزيز الجيل القادم من علماء الرياضيات والهندسة والعلماء في ناسا. استمرت بعملها في ناسا حتى تقاعدها عام 1985.

 

الجوائز وشهادات التقدير

نالت ماري جاكسون عدة جوائز منها جائزة مجموعة أبولو للإنجاز عام 1969، وجائزة دانييلز للخريجين عن الخدمة المتميزة للشباب المحرومين، وشهادة تقدير للخدمة المتميزة للمجتمع من المجلس الوطني للنساء الزنوج، وجائزة الخدمة المتميزة عن عملها مع الحملة الفيدرالية المشتركة الممثلة للوكالات الإنسانية عام 1972، وجائزة Langley Research Center المتميزة للمتطوعين عام 1975، وجائزة أيوتا لامدا منظمتنا لعلماء المرأة البارزة في شبه الجزيرة عام 1976، وجائزة King Street Community Center المتميزة، وجائزة تكريم من الرابطة الفنية الوطنية عام 1976، وجائزة هامبتون الطرق الفصل "كتاب الأعمال الذهبية" للخدمة، وشهادة تقدير مركز أبحاث لانغلي في عامي 1976 و1977.

وتقديراً لأعمالها والإنجازات التي حققتها ماري جاكسون، أعلن مجلس مدرسة "سالت ليك سيتي" تسمية المدرسة باسم "ماري جاكسون".

وبعد وفاة ماري جاكسون في 11 شباط/فبراير 2005، عن عمر ناهز الـ 83 سنة، وتكريماً وتقديراً للطموح والدافع الذي مكّن من تقدمها الوظيفي أطلقت عليها وكالة ناسا عام 2018، لقب "الكمبيوتر البشري" أول مهندسة أمريكية من أصل أفريقي، وتيمناً بها غيرت وكالة ناسا في منتصف عام 2020 اسم مقرها في واشنطن إلى "ماري جاكسون".

 

المنشورات

نشرت عدة ورقات قامت بتأليفها، ومن هذه المنشورات نشرت اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية "Nasa Tv 4388" عام 1958 ورقة "آثار زاوية الأنف ورقم ماح على الانتقال على المخاريط في السرعات فوق الصوتية".

ونشرت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء Schlieren عام 1960 "لتقنيات طرق تثبيت التدفق المضطرب بالكامل على النماذج بسرعة فائقة 242".

ومركز أبحاث Langley التابع لوكالة ناسا في يوليو/تموز عام 1961، نشر "انتقال طبقة الحدود على مجموعة من أشكال الأنف الحادة في عدة ماخ 2.20"، كما نشر أيضاً "صدف الأنف على الانتقال في السرعات الفائقة السرعة Mach، تأثيرات زاوية المخروط".

وMonta William في عام 1963، نشر دراسات عن احتكال الجلد عند السرعات الفائقة السرعة "بيانات طبقة الحدود المضطربة وبيانات الاحتكاك في الجلد لعمليات النقل فوق الصوتية".

وفي حزيران/يوليو عام 1965، نشرت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء منشور "احتكاك الجلد المضطرب بأرقام رينولدز العالية والسرعات المنخفضة الأسرع من الصوت"، وفي كانون الأول/ديسمبر من عام 1966، نشرت "القياس بواسطة ممسوحات زخم الاستيقاظ في 2.01 من الاحتكاك الجلدي لطبقة الحدود المضطربة على خمسة أجنحة مجروحة"، وفي 1 كانون الثاني/يناير عام 1967، نشرت منشور "انتقال طبقة الحدود على متن طائرة أسرع من الصوت"، وفي تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1970، نشرت "توزيعات الضغط النظري على موجات دورية الشكل التعسفي في التدفق الانضغاطية دون سرعة الصوت والمقارنة مع التجربة.

 

الإرث العلمي

صدر كتاب يروي قصتها بعنوان "الرموز الخفية: الحلم الأمريكي والقصة الغير مروية للنساء السوداوات اللاتي ساهمن في الفوز بسباق الفضاء".

كما صدر فيلم يحمل نفس العنوان عام 2016، وتظهر شخصيتها في الفيلم كواحدة من ثلاث شخصيات رئيسية.