أرتيميسا جنتلسكي (1593 -1656) رسامة إيطالية تنتمي إلى المرحلة المبكرة في عصر الباروك، كانت أول امرأة تنضم إلى أكاديمية فن الرسم في فلورنسا، كما أنها واحدة من أوائل الرسامات اللواتي رسمن موضوعاتٍ ذات توجهاتٍ دينية أو تاريخية.

تخصصت في رسم صور النساء القويات وأصحاب المعاناة من الأساطير والقصص الرمزية والضحايا والمقتولين والمحاربين، واشتهرت بقدرتها على التصوير المقنع لجسد المرأة، وأيضاً بمهارتها وموهبتها في التعامل مع الألوان بالتركيب العام وفي بناء العمق.

تعرضت للاغتصاب في شبابها ورفعت قضية على الجاني، مما أثر على حياتها وفنها وبدأت بالتركيز على عرض موضوعات عن قوة المرأة وتعتبر اليوم واحدة من أكثر الرسامات تقدمية وتعبيراً في عصرها، وتم الاحتفاء بها في معرض الأعمال القديمة في المعرض الوطني بلندن عام 2020.

في لوحتها "رمز الرسم" التي رسمتها عام 1639 صورت نفسها على أنها رمز ومثالاً للفنون، لتعكس سنوات شبابها وأول ظهور لأعمالها الفنية، صورت فيها نفسها وهي ترسم، حيث يدها اليمنى تمسك بالريشة وتخط على مربع القماش المعلق، فيما تمسك بيدها اليسرى لوح الألوان متكئةً على منضدة مستديرة.

الشخصية في اللوحة صاحبة بشرة بيضاء وشعر أسود مجعد، ترتدي ثوباً زيتوني اللون ذو قبة عريضة، ويظهر في عنقها سلسلا من الذهب يتدله منها شكل جمجمة صغير.

تظهر مهارة الفنانة أرتيميسا جنتلسكي من خلال استخدامها لتقنيات ثلاثية الأبعاد، حيث الجزء الأمامي للشخصية مضيء بشكل جميل، لكن الجزء الخلفي مظلم، كانت تستخدم هذه التقنية بشكل متكرر خلال عصر الباروك لإضفاء إحساس بالدراما، فيما طغى اللون البني على الخلفية بشكل كامل.

 تم وضع الأحرف الأولى من اسم الفنان أسفل اللوحة، واللوحة موجودة الآن ضمن المجموعة الملكية البريطانية.