الفنان الفرنسي بيير أوجاست رينوار من مواليد 1841، ولد لأسرة عاملة وهو من رواد المدرسة الانطباعية اهتم في أعماله بتصوير الملامح البشرية ومشاهدات من الحياة العامة السعيدة.

بدأ الفنان حياته بالرسم على الخزف الصيني قبل أن يدرس الفن وكثيراً ما كان يزور متحف اللوفر لدراسة وبدت حياته تتغير عندما قابل ألفرد سيسلي الذي أثر به وتأثر به أيضاً.

في سبعينات القرن قبل الماضي رسم الفنان عدة لوحات تصور رحلات بالقارب على نهرالسين ولوحة" رحلة بالقارب على ضفاف السين" كانت إحداها التي رسمت في عام 1879، المكان الذي تصوره للوحة غير معروف تماماً لكن يرجح أنه جانب من منطقة شاتو على السين غرب باريس.

 صور فيها امرأة تبحر مع أخرى في قارب صغير فوق مياه لامعة وهما ترتديان ثياب عصرية وقبعات قد لا تنسجم مع طبيعة الرحلة في البحر، لكن في ذلك الفترة كانت هذه الموضة الشائعة في حفلات القارب التي كان يقيمها أفراد الطبقة الوسطى في أواخر القرن التاسع عشر.

وعلى ضفة النهر نلمح فيلة كبيرة وجدار ابيض وبوابة الطبيعة الخضراء المحيطة تشكل جزءا من مساحة للوقوف وهذه التفاصيل تؤكد أن طبيعة النهر كمكان هادئ يقضي فيه أفراد الطبقة الوسطى أوقات راحتهم أما بالنسبة إلى القطار الذي يمر من الخلفية يذكر بارتباط هذا المكان بالعاصمة وما تموج به من ازدحام وصخب.

المنظر يوصل إحساساً بالهدوء والأمان واستخدام الرسام للألوان البراقة وضربات الفرشاة الواسعة وتأثيرات الضوء والظل كلها تتعاون لخلق إحساس بالتلقائية والدفء.