لوحة "ناخلات القمح"
تجسد عملاً واقعياً تعبر عن مشهد من حياة المرأة الريفية الفرنسية
لوحة زيتية للفنان الفرنسي غوستاف كوربيه، والذي ولد عام1877، شغل مكانة مرموقة في الرسم الفرسين في القرن التاسع عشر كمبدع وفنان يتقن تجسيد أبرز الأحداث الاجتماعية في أعماله.
جلبت لوحات غوستاف كوربيه في أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر وأوائل خمسينيات القرن التاسع عشر أول تقدير له. لقد تحدى التقاليد من خلال تصوير الفلاحين والعمال غير المثاليين، وكانت لوحاته اللاحقة في الغالب ذات طابع سياسي قليل الوضوح.
من إحدى لوحاته التي رسمها عام 1855 كانت "ناخلات القمح"، جسد فيها عملاً واقعياً عبر عن مشهد من حياة المرأة الريفية الزراعية الفرنسية، تحديداً في مدينة أورنان بمنطقة الدوبس، في استعراض بانورامي من يسار اللوحة إلى يمينها، لتلك العملية المتمثلة في انشغال النساء على نخل القمح.
في أقصى يسار اللوحة هناك فتاة تبدو نصف نائمة تشتغل على نخل القمح وفصله يدوياً بحركة بطيئة وناتج ضئيل، وفي وسط اللوحة عبر حراك نشيط لدينا فتاة تبدي نوع أخر من عملية النخل وأكثر نشاطاً وأوفر إنتاجاً في قيامها بالنخل بواسطة منخل، أما عن النوع الثالث الأكثر ديناميكة وتطور في نخل القمح يطلعنا عليه طفل في يمين اللوحة، وهي طريقة متقدمة وسهلة لدرجة بأن الجهاز يعمل تلقائياً بدون أي جهد.
تبدي هنا اللوحة زمن الانتقال من العمل اليدوي المباشر إلى العمل الذي يجد عوناً مسرعاً له بواسطة جهاز يعتبر بدائياً حينها، وصولاً إلى بدايات العمل الآلي، كما ألقت الضوء على مكانة المرأة في المجتمع، وإسهامها في الأعمال اليدوية، ومواكبة التحديث والتطور بكافة أشكاله.
عرضت اللوحة لأول مرة في عام 1855 في صالون باريس، ولاحقا تم اقتناء اللوحة من قبل متحف الفنون الجميلة في "نانت" في عام1861، وهي موجودة إلى الآن في ذلك المتحف.