فاطمة النمر فنانة تشكيلية سعودية، لها أسلوبها المميز والفريد، حرصت على تطوير الفلسفة الفكرية للمرأة ومفاهيمها المعاصرة، وذلك بعد رحلة لمدى 21 عام بمثابرة وسعي لتقديم فلسفة الوجود في صورة تشكيلية.

استعانت باستراتيجيات جمالية جعلتها لا تنتمي إلى مدرسة فنية محددة، وتباينت أعمالها بين الجرأة والقوة، تميزت بمعاصرتها للأحداث السياسية والقضايا المجتمعية بأسلوب جمالي حداثي.

فاطمة النمر حاصلة على عدة جوائز منها "الجائزة الأولى في معرض الفن السعودي المعاصر عام 2010، الجائزة الثانية في معرض صيف أرامكو السعودية 31 أيضاً لعام 2010".

كان للمنطقة التي ولدت وترعرعت فيها أثراً كبيراً وانعكاساً في أعمالها الفنية، كان لتلك البيئة وتراثها العريق وثقافتها المتنوعة تأثير كبير على الفنانة ولوحاتها التي استوحت تفاصيلها الدقيقة من زخارف الجدران والملابس الشعبية ونقوش المصوغات الذهبية.

وعُرفت الفنانة فاطمة النمر بأسلوبها في رسم المرأة بملامحها على السجاد والألبسة الفلكلورية وأغطية الرأس الشائعة في الخليج العربي، واختارت النقوش على السجاد كونه كان محط اجتماع العائلة وأصبح الآن في مستوى النظر معلقاً على الجدران، فهي قطعة نسيجية من روح الأنثى التي كانت من أوائل الذين نسجوا الأثواب.

بعد رحلة امتدت واحد وعشرين عاماً قدمت الفنانة فاطمة النمر مجموعة من اللوحات بمناسبة عيد المرأة عام 2021 من خلال معرضها الذي حمل عنوان "ملامح نجدية"، عرضت صوراً عن المرأة السعودية واختارت نساء لهن تاريخ في الدفاع عن وجودهن.

من أجمل أعمالها التي عرضت في المعرض لوحة "حاملة البوصلة" والتي جسدت فيها امرأة سعودية ترتدي الملابس الشعبية، عباءة سوداء مطرزة بالخيوط الذهبية تغطيها من رأسها إلى قدميها.

تميزت الشخصية بملامح عربية اصيلة حيث العينين الواسعتين والنظرة الواثقة، تحمل بين يديها بوصلة وهي رمز لقوة وعظمة المرأة، فكان هذه اللوحة محملاً برسائل بعيدة وعميقة وبفكر وفلسفة لتوصيل خطاب إنساني خاص بالمرأة.