لوحة "بورتريه مثالية لسيدة شابة"
هي لوحة بريشة الفنان الإيطالي ساندرو بوتيشيلي رسمها بين عامي (1480 ـ 1485)، جسد في لوحته النبيلة الفلورنسية سيمونيتا فسبوتشي.
المرأة التي تم رسمها في اللوحة هي سيمونتيا فسبوتشي زوجة النبيل الفلورنسي ماركو فسبوتشي من عائلة ميديشي التي كانت ذات نفوذ، وصف المعاصرين بأنها الجمال الأنثوي المثالي، بسبب ابتسامتها الحزينة وإشراقها الرشيق.
وتم تصويرها من قبل عدد كبير من رسامي عصر النهضة الإيطالي منهم الفنان بييرو دي كوزيمو وساندرو بوتيشيلي، ويعتقد أن سيمونيتا فسبوتشي كانت نموذجاً للعديد من لوحاته الأنثوية، وحتى بعد وفاتها بمرض السل رسم صورتها عدة مرات، وكان الرسام في حالة حب مع سيمونيتا والدلالة على ذلك طلبه الرسمي الذي تم منحه أيضاَ بعد وفاته بدفنه عند قدميها.
وتتباين المرأة في اللوحة على أنها تمثال نصفي تنظر قليلاً إلى اليمين وهي وضعية شائعة في عصر النهضة، وتعمّد الفنان اختيار خلفية مظلمة لإبراز جمالها، وترتدي ثوب رفيع أنيق ومميز تتداخل فيه الألوان الأبيض والرمادي والقليل من الأحمر.
ويتشابك شعرها الذهبي المتموج مع خرز لؤلؤي وشرائط حمراء وأجزاء من الشعر المستعار، ولديها العديد من الضفائر أطولها يقع على شكل قوس في أعلى رأسها، ويتم تتويج الضفيرة وتثبيتها معاً بواسطة مشبك شعر مزين بالريش، ويوجد حول رقبتها ميدالية وهي نقش أو ختم لأبولو من مجموعة لورينزو دي ميديشي مما يشير إلى أن المرأة التي ترتديه تنتمي لهذه العائلة النبيلة.
وأراد ساندرو بوتيشيلي في هذه اللوحة أن يشير بوضوح إلى شخصية حورية انطلاقاً من الضفائر العديدة والطويلة والخرز في شعرها، وشخصيات الحورية كانت في عصر النهضة ترتبط بالإثارة وهي سمة مهمة لهذه اللوحة وهدفاً للفنان، وكانت تشع اللوحة بأناقة خاصة.
ورسم لوحة "بورتريه مثالية لسيدة شابة" على لوح خشب واستخدم التمبيرا وهي طريقة تلوين سريعة الجفاف تتكون من صبغة ملونة مخلوطة بمادة صمغية لاصقة ذات وسط مائي، وتوجد في مجموعة متحف شتيدل في فرانكفورت وهو من أهم وأكبر وأقدم المتاحف الفنية في ألمانيا.