لوحة "بورتريه دورا مار"

دورا ماركوفيتش المصورة الفوتوغرافية الأشهر خلال القرن العشرين بريشة الرسام الإسباني بابلو بيكاسو.

 

 

بعد اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية وظهور المدارس الفنية متعددة الأشكال أصبحت معايير الجمال تركز على جوهر المرأة وحالتها النفسية أكثر من المظهر الخارجي.

هذا ما عبر عنه الرسام الإسباني بابلو بيكاسو في لوحته "بورتريه دورا مار" وهي دورا ماركوفيتش مصورة فوتوغرافيه من أصل يوغوسلافي، تعرف عليها عام 1936 عندما كان منهمكاً في تحضير جداريته الإسبانية الكبرى.

وبالنظر والتمعن في اللوحة التي يلاحظ أن وجه الأنثوي متحرر من أي معيار جمالي سابق، فقد سعت التكعيبية إلى إعادة تعريف الإنسان من خلال الجمال الروحي وليس الجمال الخارجي.

وكانت المصورة دورا مار من أشد المعجبين والمتابعين للرسام بابلو بيكاسو الذي اشتهر بشكل ملحوظ خلال القرن العشرين، فيما برزت موهبة دورا مار وعرفت على أنها واحدة من كبيرات التصوير الفوتوغرافي من خلال مشاركتها في معارض مهمة في نيويورك وباريس، وفي هذا السياق عرفت على أنها امرأة استثنائية.

فكانت اللوحة تكعيبية مليئة بالزوايا الحادة التي أعطت للشخصية طابعاً صارماً، صور فيها دورا مار التي كانت في الثلاثين من عمرها تجلس على كرسي ووجهها مقسوم لنصف مازح ونصف جاد، فيما استخدم ألوان تشع بهجه، وجعل الخلفية ضيقة تبدو كالصندوق، واعتبر البعض أن التفاوت بين شكل الشخصية وإطار المكان تكريماً لدورا مار وتمييزاً لها عن باقي النساء اللواتي رسمهن في مراحل مختلفة من حياته.

كما أن الحضور الواضح لرأس الشخصية في اللوحة جعلها تبدو كتمثال نصفي لامرأة يحمل وجهها تنوعاً واضحاً في الخطوط والألوان والهدوء الطاغي على ملامحها، فيما كانت الملامح أقرب للشخصية الحقيقية، مما يضع المشاهد أمام واقعية شديدة الخصوصية، معبرةً عن امرأة أراد الرسام أن يختصر فيها كل النساء، ولا ريب بأنه نجح في مسعاه لأنها تعتبر من أشهر اللوحات التي قام برسمها خلال مسيرته الفنية.

فيما يبلغ ارتفاع اللوحة 92سم وعرض 65سم التي رسمها عام 1937 وهي الآن جزء من مجموعة متحف بيكاسو في باريس، وتعتبر من روائع بيكاسو.