لوحة "بورتريه إيزابيلا ديستي"

هي لوحة زيتية مرسومة على قماش للفنان الإيطالي تيتيان رسمها بين عامي (1534 ـ 1536)، صور فيها ماركيز مانتوفا إيزابيلا ديستي، وهي واحدة من النساء الرائدات في عصر النهضة الإيطالية وشخصية ثقافية وسياسية رئيسية، وكانت راعية للفنون ورائدة في الموضة

.
كانت إيزابيلا طموحة اجتماعياً وتدرك أن رسم لوحة لها على يد فنانين مشهورين يؤثر كثيراً على سمعتها وهيبتها فقامت بتكليف كل من ليوناردو دا فينشي وأندريا مانتينيا للقيام بذلك، وكرّمت بصنع ميدالية تذكارية تحمل صورتها عندما كانت طفلة. ويذكر مؤرخ الفن ليونيل كُست أن شهرتها لم تكن بسبب الجمال، ولكن بسبب الفكر والشخصية.
وطلبت من تيتيان أن يرسمها في عام 1529 عندما كانت تبلغ من العمر 62 عاماً، وحين أنهى اللوحة استاءت كثيراً لأنها كانت تبدو أكثر عمراً ورعاية، لذلك طلبت منه رسمها من جديد وأن تظهر بصورة مثالية وأصغر بحوالي 40 عاماً.
وتركز اللوحة الثانية على مكانتها الاجتماعية العالية وشخصيتها القوية وذكائها وجمالها وكانت إيزابيلا جامعة للفنون العتيقة والمعاصرة، وراعية قوية للثقافة ومسؤولة جزئياً عن تطوير محكمة راقية للغاية في مانتوا. على الرغم من تصويرها على أنها امرأة جميلة وأصغر سناً إلا أن الناظر لا يساوره أي شك في مكانتها الاجتماعية المرتفعة وتطورها الثقافي. 
وتظهر ملامحها في اللوحة بشكل بارز لديها فم صغير مستدير وعينان بيضاويتان كبيرتان وحاجبين مقوسين داكنين وذات بشرة شاحبة وخدود وردية وفي نهاية ذقنها يوجد غمازة، على الرغم من أنها تتمتع بسمات ناعمة إلا أن شخصيتها القوية واضحة يبرزها وضعية جلوسها المستقيمة والصلبة مما يمنحها جواً من المستعدين.
وترتدي غطاء رأس بالزو فاخر وتحته شعرها الأحمر، وثوبها الداكن مطرز بشكل كثيف مع المخمل وأكمامها مزينة بدقة بالبروك الذهبي والفضي تجذب انتباه الناظرين نحو يديها، وفي بعض الأماكن يصطف الحرير بالجواهر.
وتوجد لوحة "بورتريه إيزابيلا ديستي" في متحف تاريخ الفنون في فيينا عاصمة النمسا، وهو من أهم المتاحف العالمية وفيه لوحات لأشهر الرسامين من العصور الوسطى.